ابداعات أدبيةالآدابمقالات

وجه آخر من الحياة

خالد صالح الأنصاري

وجه آخر من الحياة

“نص” خالد صالح الأنصاري

أودُّ الانتقال إلى جانب آخر من الحياة
ذلك الجانب الذي يعيش فيه حبيبي
عليَّ أن أكون مستعدًا
للعيش في أجواء جديدة
فأنا أحيا في عالم فوضوي
كلُّ العلاقات فيه معقدة ، مبهمة
تجهلني الأشياء من حولي
من قلب لقلب..
تدحرجني الظنون البريئة
وكأني كرةُ قدمٍ في حارة شعبية
والحظ ليس لطيفًا معي بالقدر الذي أستحقه
وتحوُّلي إلى هناك، حيث يعيش حبيبي
سيمنح روحي الاستقرار بجانبي
فقد أتعبني بُعدُها
لطولِ سفرِها خلفَ أحبَّةٍ
لا يوُجدون أبدًا حيث أكون
لكنهم دائمًا حاضرون
وهناك، سوف تتذوَّق حياتي البساطة
وينظِّم يومي وقتَ الشروق
ووقتَ الغروب
وترتِّبُ ذاتي أحلامَها المُبعثَرة
فوق أرفف الأحداث
في هذا الجانب، حيث أنا،
لا شيء يُقارَنُ بما هناك، حيث حبيبي
كلُّ شيء ذو قيمة
ولا أدلُّ على ذلك من وجود حبيبي
في ذلك الجانب المُشرِق به وحده
عبث الرغبة في الانتقال طال بي ،
سنوات الانتظار مارد يتمدد
في المدى اللانهائي
أ يضيع عمري سُدًى خلف سراب ؟؟
وأنا، ها هنا، لحظة السعادة الوحيدة
عند شعور الرغبة في حياة الجانب الآخر
ذلك الذي يعيش فيه حبيبي!!
حين أنظر إلى هناك
كلُّ شيء يصبح في حياتي مثاليًا
فمنذ أول نظرة
وعيناي لا تتحولان عن هناك
أريد أن ينظر الكون في عيني حين يخاطبني
كما خاطبني حبيبي
في المرة الأولى والأخيرة في لقائنا الوحيد
أريد من النهار أن يصافحني بحرارة
كدفء يدي حبيبي
أريد من الليل ألا يقاطعني حين أشتهي الكلام
مثل أذني حبيبي اللتين داومتا الإصغاء
حتى الصباح لثرثرتي
أريد من الشمس
ألا تفارقها الابتسامة
كَشَفَتَي حبيبي الناضرتين
بفاكهة الفصول الأربعة
لا أريد من الحزن أن يصفعني
أمام نفسي الخجلى
لا أريد ألمًا يراودني عن نفسي
في غدوِّه وفي الرَّوَاح
فمن ذا يشتري حصتي
في هذا العالم
ويمنحني موطأ قدم
قي الجانب الآخر من الحياة ؟!

 

كُبانية الحلاوة الشعر قصة قصيرة  بقلم خالد صالح الأنصاري

 


 


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه:

تم كشف مانع الإعلانات

رجاء تعطيل مانع الإعلانات لكي تدعم موقعنا شكرا