هيكتور بيانشيوتي كاتبٌ فرنسي من أصل إيطالي – أرجنتيني وُلد في 18 مارس 1930 في مستوطنةِ كالشان أويست Calchin Oesteبإقليم كوردوبا Córdoba الواقعِ وسطَ شمال الأرجنتين.
التعليم الذى تلقاه:
لا نعلمُ عن التعليمِ النظامي الذي تلقاهُ هيكتور بيانشيوتي سوى التحاقِه في عام 1942 بالمدرسةِ الإكليريكيةِ للفرنسيسكان في مورينو Petit séminaire franciscain de Moreno بالعاصمة بيونس أيرس Buenos Aires حيث درسَ الفكرَ اللاهوتي ليصبحَ قسًا. ولكنه غادرَ هذه المدرسة بعد ذلك بستة أعوام أي في عام 1948؛ إذ لم توافقْ تلك الدراسة ميوله.
غادر هيكتور بيانشيوتي المدرسة الإكليريكية إلى الحياة العملية في الأرجنتين التي كانت ساعتها تحت ديكتاتورية بيرون Péron. فعملَ في العاصمة الأرجنتينية بمصنعٍ للطائرات ثم بالتمثيلِ في السينما. وفي عام 1955، سافرَ إلى إيطاليا حيث عرفَ الجوعَ والفقرَ المدقعَ ومارسَ التسولَ. وفي عام 1957، سافرَ إلى إسبانيا (حيث دكتاتورية فرانكو (Franco وهناك عملَ بالتمثيلِ في السينما. وأخيرًا في عام 1961، سافرَ إلى فرنسا حيث مارسَ العملَ في الصحافة كناقدٍ أدبي ومراجعٍ للكتب وفي دورِ النشر كمحكمٍ للكتب.
ولهيكتور بيانشيوتي رحلةٌ طريفةٌ مع اللغاتِ الأوروبية. إذ منعه والداه وهما مزارعان مهاجران من إقليم بييمون Piémont شمال غرب إيطاليا إلى سهل البامبا Pampaبالأرجنتين1 من التحدث بلغتهما الأم وهي الإيطالية وأجبراه على التحدثِ بالإسبانية – لغة هذا البلد المضيف. ربما كانا يسعيان لاندماج أفضل لابنهما في هذا البلد وبالتالي لفرصة عمل وحياة أفضل فيها. غير أن هيكتور بيانشيوتي اكتشفَ اللغةَ الفرنسيةَ (التي عشقها فيما بعد) في المدرسة الإكليريكية التي التحق بها في عمر المراهقة. وذلك من خلال اطلاعِه على الترجمةِ الإسبانيةِ لقصيدة “المقبرة البحرية” (1920)
للشاعر الفرنسي الرمزي/ بول فاليري Paul Valéry 1871-1945))2. فعكَفَ على تعليمِ نفسه الفرنسيةَ بمقارنةِ هذين النصين وفي يده قاموس إسباني – فرنسي. وذلك ليتمكنَ من قراءةِ النص الفرنسي الأصلي!
هيكتور والكتابه
بدأ هيكتور بيانشيوتي كتابتَه الأدبية بالإسبانية (وهي لغة البلد التي نشأ فيها). فنشرَ – على التوازي مع عمله الصحفي وفي دور النشر – انتاجًا متنوعًا ترجمته إلى الفرنسية فرانسواز -ماري روسيه Françoise-Marie Rosset. وهذا بيانه:
- ثلاث روايات: الصحاري المذهبة (1967)، التي تسافر ليلاً (1969)، معاهدة الفصول (1977)
- مسرحيتان: الآخرون، في أمسية صيف (1970)، تلك اللحظة التي تنتهي (1972)
- مجموعة قصص قصيرة: الحب غير محبوب (1982)
وفي عام 1981، حصُلَ هيكتور بيانشيوتي على الجنسية الفرنسية. فبعد كتابتِه بالإسبانية للمجموعةِ القصصيةِ الحبُ غير محبوب ، بدأت بالنسبة له مرحلةُ الكتابةُ بالفرنسية التي تعلمها ذاتيًا وهو في الخامسة عشرة من عمره كما ذكرنا آنفًا.
كتابات هيكتور بيانشيوتي
1- ست روايات:
يدون رحمة المسيح (1985)، فقط الدموع ستحسب (1988)، ما يرويه الليل للنهار(1992)، الخطوة البطيئة جدًا للحب(1995)، كأثر الطائر في الهواء (1999)، الحنين إلى بيت الله (2003)
2-كتاب في النقد الأدبي جمع فيه مقالاته عن الأدب الكلاسيكي: شغف كامل (2001)
3-مجموعة رسائل تبادلها مع صديقه القس: رسائل إلى صديقي القس (2006)
الجوائز التى حصل عليها هيكتور بيانشيوتي:
1- جائزة Le Prix Médicis étranger في عام 1977 عن رواية معاهدة الفصول
2- جائزة Le Prix du Meilleur livre étranger في عام 1983 عن المجموعة القصصية الحب غير محبوب
3- جائزة Le Prix Femina في عام 1985 عن رواية بدون رحمة المسيح
4- جائزة Le Prix Prince Pierre Monaco قي عام 1993 عن مجمل أعماله
5- جائزة Le Prix de la langue de France في عام 1994 عن مجمل أعماله أيضًأ.
الأوسمة التى حصل عليها:
1- وسام جوقة الشرف الفرنسية Officier de la Légion d’honneur
2- وسام الاستحقاق الوطني Officier de l’ordre national du Mérite
3- وسام الاستحقاق الوطني بدرجة فارس Chevalier de de l’ordre national du Mérite
ولعل تتويجُ المسيرة الأدبية لهيكتور بياشيوتي كان – كما سبق أن ذكرنا – هو انتخابه كعضو في المجمع اللغوي الفرنسي L’Académie française في 18 يناير 1996 في مقعد الكاتب الفرنسي الراحل/ أندريه فروسار André Frossard