هل نحن نختنق؟
كلمات
نجيب كيالي
الاختناق أن تتسرَّب الأغاني من شقوق عمرك، وتبقى نشراتُ الأخبار!
الاختناق أن لا تجد حبيباً تتنفس بقربه عند الصباح.
أن تشتاقَ لرائحة جوارب أولادك، لكنهم صاروا في المقابر!
أن تذبل عيناك على النافذة بانتظار صديق.
أن يمرَّ الربيع بعربته، فلا يقذف لك وردة!
أن يسرقوا وطنك وأهلك، ليعطوك قبراً صغيراً اسمه: بطاقةُ لجوء.
أن تنظر من نافذة بيتك فتعجز عن متابعة المنظر الكئيب في الشارع، لكنك تقرف أيضاً من العودة لمنظر غرفتك!
الاختناق أن يموت الحنان في صدور الأوطان لتصبح مجرَّدَ دكاكين تعرض عليك كل يوم بضاعةً من مشاكلَ جديدة، وخرابٍ جديد!
الاختناق.. الاختناق
أن تكتشف أن المدينة مصيدة فئران، وقد صادوا الجميع، ولم يبقَ إلا أنت!
أن يأمروك بأن تُغنِّي لقاتلك، وأن تتغزَّلَ بالسكين التي ذبحتك!
أن تُجهشَ ضحكاتك وأن تعلن خصور الصبايا التوبةَ عن الرقص!
الاختناق أن تتحرك قدمك بأوامر غيرك، وأن ينظر لك سريرك نظرةً عدائية!
أن تمشي مرغماً نحو ذكرى ستكونها، وترابٍ سيكون منزلك الأخير.
أن تحاول الصلاة فلا تجد جبينك!
أن تحاول الخروجَ من بيت اسمه العالَم، فلا تعثر على الباب!
الاختناق دخانٌ يخرج من كلمة!
عمرٌ بلا نوافذ..!
*
٢٠٢٣/٥/١٤