الآداب

قلب مفتوح

يكتب المرء في أحيان ليحلم أنه يحلم، ليصنع عالماً لا يمكن أن ينهض إلا في مثل تلك اللحظة المتوهمة التي يعيشها بحواسه كافة”. يجد عبده وازن نفسه في يوتيبيا الكتابة متنقلاً بين ماضيه القريب والبعيد، ومتجولاً في عالم من القراءات التي تشكل الناظم الأساسي لتلك المدونات. بيد أن ما يغري على المتابعة في هذا النص هو عفوية الاسترسال وفطنة الربط في تداعي الصور، ولا يبدو المؤلف على رغبة في خلق صورة جاهزة لنفسه في الكتاب، فهو في تلقائية الإعراب عن ذكرياته يستعيد شخصيات وبينها شخصيته، كما لو انها مرت في حلم من أحلامه: الأم الأرملة والفتى اليتيم الذي يؤلمه عطف الأقارب والجيران، والشاب المكتئب،والغارق في خدمة الكنيسة، والمقترب من أسئلة الشك في مسلمات المسيحية وبديهياتها.ما كتبه عبده وازن في ديوانه السابق «حياة معطلّة»، إلاّ أنّ الشاعر في كتابه الجديد «قلب مفتوح» بدّل المقاييس وناقض مقولته عن غير قصد ربما، وصار فعل «الحسد» واقعاً على الشاعر نفسه بعدما أدهش الجميع بقدرته الإبداعية على أن يحوّل تجربته الذاتية الأكثر قسوة وإيلاماً إلى أداة فنية تستحوذ عقل القارئ وقلبه لتُدخله عالماً مليئاً بالسحر والإبداع والجمال. فغدا الشاعر أشبه بالخيميائي الذي يعرف كيف يجعل من التراب ذهباً. 

قلب مفتوح عبده وازن

 


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه:

تم كشف مانع الإعلانات

رجاء تعطيل مانع الإعلانات لكي تدعم موقعنا شكرا