التاريخمقالاتمنوعات

عمر ابو ريشة الشاعر والدبلوماسى السورى

عُيّن الشاعر السورى عمر ابو ريشة في عام 1961م. سفيراً لسورية في الولايات المتّحدة الأمريكيّة،

وعندما قدّم أوراق اعتماده للرّئيس الأمريكي آنذاك جون كيندي.
سأله كيندي بحضور عدد من السّفراء:

سعادةَ السّفير، حدّثنا عن السّوريّين وعرِّفنا بهم أكثر لو سمحت.

فأجابه الشّاعر الكبير بلهجةٍ يختلط فيها المزاح بالجدّ: فخامَة الرّئيس؛
جدّنا السّوري ـ يسوع المسيح ـ
هو ربّكم يا سيّدي.

بعدها نشأت علاقة صداقةٍ شخصيّة حميميّة بين الرّئيس الأمريكي والشّاعر عمر أبو ريشة،

إقرأ أيضًا: خميس الأسرار والعشاء الأخير

فكان كيندي كلّما شعر بفرصةٍ سانحة،
أو شعر بضيقٍ، أو أحبّ أن يتناول وجبة فكريّة، أو أدبيّة دسمة،
دعا عمر ابو ريشة وجالسَه ساعاتٍ؛
يستمع منه الشّعر بالإنكليزيّة التي يتقنها شّاعرنا الكبير،
كما كان يستمع منه عن العرب، ولغتهم، وأدبهم، وفنونهم، وقضاياهم.

وذات مرّة،
قال له كيندي:
أنت مبدعٌ يا عمر،
ولو كنت أمريكياً لعيَّنتُك مستشاراً لديّ، فردّ عليه أبو ريشة قائلاً:
لو كنت أمريكياً، يا فخامةَ الرئيس؛ لكنتُ جالساً الآن على كرسيّك.

عمر ابو ريشة كان نموذجاً لسورية التي يمثّلها أبناؤها؛ الذين يشبهونها فكراً، وأدباً، وعراقة، ورسوخاً، وكرامة، وكبرياء…

كان نموذجاً لسوريّة الموغلة في القدم؛ الضّاربة جذورها في عمق الحضارة، والمشرقةَ
رغم كلّ السّواد الذي يحيطُ بها اليوم وتكالب الأمم عليها…

هذا النّموذج تنحّى له الجباه.

إنَّ سورية اليوم ترنو إلى أمثال عمر أبو ريشة من أهل الأدب، والفكر، والحضارة العريقة، فهم من يليق بهم تمثيلُ وجه سورية المخضّب بالدّماء، وهم وحدهم من تقبل سورية أن يمسحوا عن وجهها غبار التّعب، ودماء الظّلم، وهموم عقودٍ مرّت…

سورية التي قال لها عمر أبو ريشة يوماً، وما يزال:

يا عروسَ المجد تيهي واسحبي
فـي مـغانينا ذيـولَ الـشُّهبِ

لـن تـرَي حـفنة رملٍ فوقَها
لـم تُـعطَّر بدم حـرٍّ أبـي

درجَ الـبـغي عـليها حـقبة
وهــوى دونَ بـلوغ الأرَبِ

لا يـموتُ الـحقُّ مهما لطمت
عـارضيه قـبضةُ المغتصبِ

عن صفحة ندوة وطن

اقرأ على المدونة: عندما فقدت صوتى – سليمان عز الدين

قم بزيارة متجرنا وتسوق مجموعة مميزة من الاصدارات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه:

تم كشف مانع الإعلانات

رجاء تعطيل مانع الإعلانات لكي تدعم موقعنا شكرا