سيرة ذاتية

عبد الحميد البسيوني (سيرة ذاتية)

عبد الحميد البسيوني (السيرة الذاتية)

في البداية أحب أن أشكر ليفانت علي كونها بدأت تمثيل شرفة واسعة مفتوحة على المتوسط لكي ترسل وتستقبل أشعة شمس الفكر والثقافة إلى أنحاء المحروسة ، هذا الدور الهام كان مرغوبا ومطلوباً بشدة.

النشأه

أما عن النشأة والبدايات فأنا من قرية في مركز أجا محافظة الدقهلية ، كان أبي عمدة القرية مما جعلني أحصل على كل ما أرغبه بسهولة ، إضافة أنني الابن الأول للعائلة وبذلك كان الجميع يدللني وذلك بقدر ما كان مريحا فهو قد أضرني في الكبر حيث أنني لم أتعلم المحاربة من أجل الحصول على ما أريد وهكذا ضاعت الكثير من حقوقي ، وكذلك لم يكن لي الكثير من أصدقاء الطفولة ، فلجأت في وقت مبكر لقراءة الكتب التي كانت متوفرة في مكتبة جدي ، في المدرسة الإعدادي وقعت يدي على رواية كان قد بدأها الزعيم جمال عبد الناصر وأكملها الكاتب عبدالرحمن فهمي وهي رواية ( في سبيل الحرية ) فشدتني إلى العوالم الروائية والسردية واكتشفت سحر السرد الجميل ، وفى مدرسة أجا الثانوية كنت التلميذ المثالي الحاصل على جائزة المكتبة (مكتبة المدرسة) كأحسن قارئ ، بدأ التحصيل الحقيقي والمعرف بكلية تجارة جامعة
القاهرة حيث قرأت رأس المال ، وكل تشيخوف ، شولوخوف ، وديستوفسكي ومعظم الأدب الروسي ، وبدأت أنشر قصص ضمن منشورات الجمعية الأدبية التي تصدرها لجنة النشاط السياسي والثقافي والتابع لاتحاد طلاب جامعة القاهرة والتي يشرف عليها الدكتور المفكر الناقد الكبير عبدالمنعم تليمه وكان ينشر معي قصصاً بها نصر حامد رزق المعروف بعد ذلك ( بالدكتور نصر أبوزيد ) .

وبعد ذلك وبعد تخرجي وعملي بالقاهرة كنت نشطا في قصر ثقافة قصر النيل ضمن مجموعة من كتاب اليسار منهم الدكاترة الآن رمضان بسطاويسي ومحمد بدوي وكان الكاتب يحيى الطاهر عبد الله يسمعنا قصصه الجميلة ، ثم أصدرت مجموعتي القصصية الأول بعنوان ( أصوات في الليل ) .

وعندما ضاقت حولنا الحلقة وصار وجودنا في مصر يمثل خطراً ذهبت للعمل بالوراق ، وظللت خمس سنوات كاملة أتم في مدينة الناصرية جنوب العراق قريبة من البصرة ، ونظراً للقبضة الحديدية لحزب البعث أنذاك ابتعدت عن الكتاب وركزت في وظيفتي كمحاسب في إحدى شركات وزارة الصناعة العراقية .

 


خمس سنوات أخرى بعد العودة قضيتها بمدينة الإسماعيلية بعد عودتي حيث عينت بإحدى شركات هيئة قناة السويس بمعرفة أحد أقاربي النافذ في تلك المدينة والذي أوصاني بالعمل هناك بدلاً من القاهرة التي صارت مزدحمة وتصعب بها الحياة ، لم أكن اكتب بها أيضا إلى أن تعرفت علب مجموعة من أبناء المدينة شعراء كتاب وبدأنا في قصر ثقافة الإسماعيلية نشاطاً جديداً ن إلى أن أصدرت منها مجموعتي القصصية الثانية يعنوان ( أخطاء صغير ) ثم بعد ذلك و عن طريق أدب
الجماهير بإشراف الكاتب فؤاد حجازي أصدر لي مجموعة صغيرة من القصص تحت عنوان (عدة أسباب للقسوة) بعد ذلك أصدرت لي مؤسسة الأهرام ضمن سلسلة روايات رواية (أن تكون في بحر ليل ) و كنت قد خرجت على المعاش بعد أن وصلت إلى الوظيفة رئيس قطاع ( وكيل وزارة في الحكومة ) ، ومازلت مقيماً بالإسماعيلية .

الشهادات والتكريمات

وكنت قد حصلت على عدة تكريمات وشهادات تقدير من الهيئة العامة لقصور الثقافة وكذلك جائزة من مؤسسة الأخبار كتاب اليوم عن إحدى القصص ، كما أننا تمكنا أثناء نشاطنا في قصر الثقافة الإسماعيلية من التنويه على شباب صاروا لأن من أهم شعراء وكتاب المدينة.

وكذلك نشرت مجموعة من الدراسات والبحوث عند الحركة الأدبية في منطقة قناة السويس وكنت رئيساً لإحدى المؤتمرات التي يقيمها الإقليم الثقافي إلى جانب نشري لعديد من القصص بجملة أدب ونقد وجرائد أخرى مصرية وعربية .

2- مثلماً أخبرت حضرتك أن السرد هو الذي جذبني إليه، حيث أنني أعشق الحواديت منذ صغري وأحب الحكي، والخيال المفتوح على المجهول، وأعتقد أن الفن في النهاية هو تشكيل جمالي لرؤية الكاتب، وهو يشكل هذه الرؤية وفقاً لأدواته الخاصة وموهبته إما شعراً أو سرداً أو فن تشكيل، كان إدوار الخراط قد صرح في السبعينات بأن هناك ما يسمى بالكتابة عبر النوعية ، وتداخل الأشكال الفنية فيما بينها، بينما أعتقد أن هناك أطر وقواعد وشروط تحكم كل شكل أدبي وتطور هذا الشكل لابد أن يأتي عبر تاريخه وليس من خارجه كما قال الروائي التشكيلي الكبير “ميلان كونديرا” فمثلا القصة القصيرة قوامها هو الحدوتة ومن الصعب اعتبار نصاً خالياً منها قصة مثلا.

3- للأسف لست متابعاً جيداً للإنتاج الروائي العربي، لعدة أسباب وإن كنت أحاول ذلك، لكنني أظن أن الكتابة عن الظواهر الاجتماعية لابد أن يتم وفقاً لمقتضيات الفن أولاً، ولقد قرأت رواية فاتنه أخيراً للكاتب المصري “مكاوي سعيد” يتكلم فيها عن أطفال الشوارع ولكنه تناول هذه الظاهرة بمقدرة فنية رائعة وهي رواية تغريدة البجعة.

كما أنه لابد للكاتب أن يقتحم المسكوت عنه وذلك الخوف والخجل الذي ساد للكتابة العربية لزمن طويل، وهو عدم الاقتراب من الجسد الإنساني وأخذه في الاعتبار.

4- نادراً ما أقرأ رواية جيدة للكتاب مصريين، سواء قبل الثورة أو بعدها، أما بالنسبة للمشهد الثقافي فقد طفى على سطحه أنصاف الموهوبين وقد أفرز رأس المال المهيمن على سياسات الدولة نماذج من التخلف والجهل تمكنت من طمس الثقافة الحقيقية.

5- العولمة تعني سيطرة النموذج الرأسمالي الأمريكي بالذات والغربي على العالم وذلك بعد نهاية الحرب الباردة وسقوط معظم النظم الاشتراكية، وفي العقود الأخيرة قد زاد توحشها وكانت خلف ظهور المجازر التي سيطرت على منطقتنا وارتداء ستار الدين الإسلامي العظيم للقتل وهدم الدول، وطبعا هناك مفكرين على مستوى العالم مازالوا يحلمون بمقاومة هذا الرأسمال المتوحش وذيوله في دول العالم الأخرى، وستظل هذه النظم كما هي حتى يتمكن الانسان من تطوير نظرية المقاومة وأدواتها.

6- أنا لا أعتقد بأن هناك تغييراً سيتم بعد انتهاء جائحة الكورونا سوى إعادة السيطرة السابقة للرأسمالية العالمية، فرأس المال قادر على التمحور والتشكل والقفز فوق الكوارث الإنسانية الذي هو صانعها في الأساس، ونأمل أن تتطور الأفكار الإنسانية المقاومة لكل تؤسس لعالم أكثر إنسانية ورحابه.

أكرر شكري لكم وتمنياتي لداركم الجليلة بالنمو والازدهار.

عبد الحميد البسيوني

 


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه:

تم كشف مانع الإعلانات

رجاء تعطيل مانع الإعلانات لكي تدعم موقعنا شكرا