مقالاتمقالات فكرية

شعر شوقي وحافظ

شعر شوقي وحافظ

إذا كنت في سن الشباب وأردت أن تقرأ شعر شوقي وحافظ، فلا تقرأ ما كتبه طه حسين في الفصل الأول من كتابه ( حافظ وشوقي ) قبل أن تنتهي من قراءة شعر الشاعرين ، وانتقل بعد قراءة الشعر إلى مقدمة محمد حسين هيكل التي كتبها لديوان شوقي، ولذلك أنصحك أن تحتاط لنفسك فلا تقرأ طه حسين قبل هيكل، وأنصحك أن تعيد قراءة شعر شوقي كله في ضوء هذه المقدمة الضافية التي كتبها هيكل، وسترى جانبا من الحياة المصرية لم تكن تعرفه، أو كنت تعرف عنه القليل الذي خالطه بعض الفساد، وسوف تستمتع بقراءة ما كان من أحوال ثقافية وسياسية واجتماعية عاش فيها شوقي، وسوف تحصل شيئا مما يجب لك أن تحصله لتقترب أكثر من شعر هذا الشاعر، ثم اذهب إلى طه حسين؛ وستجد أنه لم يكن جادا تماما، ولم يكن مازحا تماما، وإنما توسط بين الأمرين، فعبث بعض العبث بآراء هيكل، ودعم بعض آرائه الأخرى، وسوف تستمتع قليلا، وتضحك قليلا، أو ربما تضحك حتى تستلقي على قفاك، ستضحك وأنت ترى آراء طه حسين وكأنه كتبها اليوم حول ما يفعله الشعراء والكتاب في زماننا، وستبتسم في بعض الأسف وأنت تقرأ عن الشخصية المصنوعة في جانبي الإيمان والانحلال كليهما، وسترى فرقا كبيرا بين ما قدمه طه حسين وما قدمه هيكل من أسباب هذه الشخصية المصنوعة في واقعنا الحي.
وستبتسم في بعض الأسف وأنت تقرأ ما كتبه طه حسين عن مظاهر التطور في لغة النثر وإلى أين انتهت، وعن لغة الشعر وإلى أي مدى وصلت.
وللحديث بقية
عبد المنعم كامل

 


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه:

تم كشف مانع الإعلانات

رجاء تعطيل مانع الإعلانات لكي تدعم موقعنا شكرا