
أدهم مسعود القاق
” ذكريات حيّنا النتنة”
رسائل بغيضة وصلتني
من قبور الماضي
من مُقل سكان حيّنا الشاخصة نحوي
ذكريات مشينة،
رائحتها نتنة
رياح حملتني إلى أرض قاحلة
أبصرت طفلًا يلملم أشلاء أمّه من فوهة مدفع
وأمًّا تبصر من جديد
حين عودة ابنها من الحرب
أمواج تتلاطم في فضاء قلبي
***
وحدُها..
النخلة لا تنحني للريح
ولا تصلها توسّلات
فأس الغربة.
وحدُها..
المرأة سامرت شجرة المجنون
صبحًا ومساء
جفّت ينابيع أنوثتها.
من زهور اللوز
أينعتْ حبًّا
وتحت أشجار الجوز العتيقة
نضجت موتًا
زارها الموت؛
فكان الذبول
وسقوط أنوثتها الخالقة
في عتم القبر.
لا أنيس في هدأة الليل
أيمرّ الموت صمتًا
أم يقصفه الكابوس موتًا؟
***
تقهقه الشمس لحظة السحر
تسخر من خفوت ضياء النجوم
تتوهّج وترسلها إلى زوال،
نورها الساطع يحيي الأرض
يوقظ أرواحًا
يرسل أجسادًا إلى بؤس النجوم المرتحلة.
يبتسم القمر كامرأة بلهاء
يدير ظهره للشمس
يختفي خلف الغمام
نصبوا لنا فوق أمواج البحر مشنقةً
صرت – يا حبيتتي – ألحان حبّ
فكانت القصيدة
التي تأرجح نصلها لامعًا
توقّف الزمن برهة
التفت نحو الخلف
ذكريات مَشينة
رائحتها نتنة
***
لا تنتظر دفء الشمس ونورها
لا شمس إلّا في قلوب البشر
تحرّرْ من كابوس المشنقة
حلّقْ فوق أمواجها
لا تلتفتْ نحو الشاطئ
غامر..
واكتشف مجهول الكتابة
حريق تمتدّ سياط نيرانه وتمتد
تلتهم جدران الدّار
الأرض تئنّ تحت أثقال الرماد
تنجو امرأة
وتقترن بغيمة
كان مطأطئًا
أمسى يعدّ النجوم،
ابتسامة فجرٍ حامت حول الآتي
زر الذهاب إلى الأعلى