خالد تاجا ..في ذكراه الحادية عشرة
خالد تاجا ..في ذكراه الحادية عشرة
يحب علينا أن نسمي ( خالد تاجا ) شعاعَ الفن ، ففي الميزان يوجَد الفنانُ وشبهُ الفنان ..
لقد جمع هذا الفنان بين التشكيلي والمسرحي والسينمائي والتلفزيوني الدرامي والكوميدي ، كما أنه الفنان الذي لم يندم على قول كلمته في سوريا بالصوت العالي ..
لقد اقترب بصدقه ، وبحة صوته ، ومسيرة حياته من الشعب كله ، فما كان يوماً كردياً ولا سريانياً ولا آشورياً ولا عربياً ، بل كان إنساناً بالدرجة الأولى..
تعلّق بأمه تعلقاً شديداً ، فكان يغتنمُ كل فرصة كي يقضي معها أطول مدة ممكنة ، وقد أخذ منها الصلابة والحبّ والرحمة والتواضع ، وعندما رحل دبَّ الجفاف ُ في عروقه ..
عشقَ الوطنَ وتبنى قضايا الانسان وأخلص لقضاياه ..
إنه الفنان الوحيد الذي مشى في مظاهرةٍ ضد غزو العراق ، وكان أكبر اثنين عمراً يجاوره الصديق منيف ملحم ..
وقد كانت اللوحة التي رسمها لطفلٍ في دربٍ يدير ظهره للرائي بين صفين من الشجر تمثله ، كما يقول..
رحل خالد تاجا قبل أوانه ومازال في مقتبل عمره الفني ، بعد أن قدم أعمالاً كبيرة تليق به ، وظهر فيها تعلقُهُ بالتاريخ والآثار والأنتيكا التي أحبها مهما كانت تابعيتها ، فبعد أن تدخل بيتَهُ يقفز عمره الى عمرها ، وقد قال : إنّ عمري هو بعمر أقدم تحفة في بيتي ..
أحَبَّ الطبيعةَ بكل ما فيها فاقتنى في مزرعته شتى أنواع الحيوانات ، وكان لا يتردد في شراء أبشع عنزة أو أبشع كلب ليتحولَ في بيته إلى كائن جميل .
كان خالد تاجا يحلم بوطن جميل ، ولشدة ما أحبَّ منطقته ( المالكية ) وتحديداً ( عين ديوار ) ، أحبَّ أن يقدّمَ عملاً فنياً يحاكي المكان والزمان والناس ، وأن يسميه باسمٍ من أسماء دجلةَ ، وقد كان يجمع كلما سنحت له الفرصة بعض الحصى من رمال دجلة فيزيّن بها قطعةً أو مكاناً من بيته ..
كتبه