حكايات رمضانية تهديد العجيلي بالقتل – كتب خطيب بدلة
في بدايات عملي كطبيب، كنت في عيادتي بمدينة الرقة، مساء، أعاين أحد مرضاي، وفجأة، حدثت جلبة في قاعة الانتظار، فتحت الباب فوجدت بعض الرجال يحملون جريحاً، وطلبوا مني أن أسعفه. اعتذرتُ للمريض الذي كنت أعاينه، وأدخلت الجريح إلى الغرفة. كنت أريد منع مرافقيه من الدخول معه، ولكنهم أصروا على الدخول، وفي هذه الحالة لا تستطيع قوة على وجه الأرض منعهم، فعيونهم كانت محمرة، وواضح أن الحديدة، كما يقول المثل، حامية. كان الرجل مصاباً بطلق ناري، وأنا طبيب عام، لست مختصاً بالجراحة.. ولكن، لم يكن في الرقة آنذاك أي طبيب آخر يمكنني أن أحولهم عليه. المهم؛ بدأت فوراً بالإجراءات الجراحية اللازمة لإخراج الرصاصة من الجسم، التي كنا قد أخذنا عليها دروساً في كلية الطب.. ولكم أن تتخيلوا، أيها السادة، كم كنت مشدوداً، ومتوتراً، وحريصاً على النجاح بمهمتي، ولكن الجريح الذي لم يكن غائباً تماماً عن الوعي، أتحفني بجملة كان من شأنها أن تجعل أعصابي تنهار، وتُسقط الأدوات من يدي. قال لي وهو يتألم:
– يا عبد السلام (لم يسبق اسمي بلقب دكتور)، أنا من العشيرة الفلانية، والشخص الذي قوصني فلان الفلاني، من عشيرتكم، يعني ابن عمك، وأنا أوصيت أولاد عمي هؤلاء، إذا متُّ، أن يأخذوا الثأر من أحسن واحد في عشيرتكم. وهو أنت!
لقراءة المقال بالكامل