نصوص سردية

 حدوتة سكندرية  “حلقة السمك ” بقلم أمينة خليل

    أمينة خليل 

 

بحري. على صفحة ماية المينا الشرقية في الحلوة أسكندرية ، صيادين باسطين شباكهم عارضين صيدهم من السمك الطازة، العربيات الكارو رايحة جاية من والى حلقة السمك ، حلقة السمك زي ماهي من متين سنة جنب جامع سيدى الأنفوشي ،..الرزق يحب الخفية ، مع طلوع الفجر يدخل ” البلنص ” للمينا الشرقية ، تجري الشيالة على المراكب لابسين السروال الأسود الواسع ومن فوقه الصديري الأبيض في أسود والطاقية الشبيكة على رأسهم، الدنيس والشراغيش البربون وسمك موسي ، الجمبري والكابوريا ، الجاندوفلي الجلاجولا وأم الخلول ، داخل الطاولات محمولة فوق الرؤوس بفرحة وزيطة وزمبليطة ، الألسنة بتتكلم كلها فى وقت واحد .

بركاتك يامرسي، صلوا على النبي ، وحدوا الله ، الله وأكبر ، بسم الله ماشاء الله ، قل أعوذ برب الفلق ، من شر حاسد اذا حسد ، الطاولات على الأرض في دايرة كبيرة ، بسم لله هانفتحوا المزاد ، ” عليا بخمسين جنى ، عليا بخمسة وسبعين ” أما الست سنية المشهورة بـ «سنية بلطية»، ..مع شقشقة الفجر تجري على الحلقة، تلقط رزقها ، أصناف كتيرة من السمك، وفواكه البحر، يخصها به حبايبها من الصيادين ، بسعر ” مرتاح شوية ” ، التجار ناس مجدع ، يعرفوا يساعدوا ولية بتجرى على ايتام وفاتحة بيتها بتربي عيالها ولا أجدع راجل …ريحة السمك جامدة ، الثلج السايح ، حبر السبيط على ماية البحر، برك كتيرة بتغوص فيها الأقدام وشباشب الستات والرجاله ، شبشب بلاستيك ،شبشب بوردة ، شبشب زنوبة حتى الشبشب أبو ترتر بيشرب من مية البركة .. وهنا بياع الترسة ،والزحمة عليه ، اصل إسكندرية وبالذات بتوع بحرى بيقولوا إن اللى يشرب دم الترسة راجل ولا ست قبل الجواز هايخلف عيال كتير ، وكمان دم الترسة ولحمها بتنهي على فقر الدم .

دبح الترسة ليه طقوسه، لازم تتقلب الأول على ضهرها ، بياع الترسة يأخذ الدم بصفيحة صاج للى عايز ، بعدين يقطع لحمها ويبيع ، لحم الترسة احمر شبه اللحمة بالظبط ،و ياسلام بقي على لحم الترسة بدقة الكمونية …ومن باكية جمبري لباكية قاروس على سافوليا وبربون، بياعين الشراوي واقفين ، ده بيزعق والتاني ينادي ويغني ، واحد منهم اخد كرسي خشب عمل منه «طبلة» يدق عليها ويرقص ويغني عشان يخطف نظر الستات ، يجروا عليه كل واحدة بتسابق التانية، بكام ياخويا المحراتة دي ، بكام حبة الجندوفلي دول ، والله خسارة فيهم الفلوس بس أهو هانحطوهم جنب الفطار يفتحوا النفس . هات شروة الجمبري الصغير ده ، متغليش علينا كفاية عيني هاتتفقع في تفصيصه ، هو الجمبري الصغير ده ينفع يتاكل ، ده أحنا هانعملوه كفتة للعيال..بص هاناخدوا شروة الشراغيش وشروة الصبيط وشروة البربون كمان ، هات بقى الكابوريتين اللي جنبهم دول فوق البيعة وقول إستبينا وأقرا الفاتحة لآبو العباس .  .

 ( منقول – جريدة تنسى نيوز – أمريكا )

 


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه:

تم كشف مانع الإعلانات

رجاء تعطيل مانع الإعلانات لكي تدعم موقعنا شكرا