التاريخ

تعرف ايه عن أحمد أمين

زين عبد الهادي

تعرف ايه عن أحمد أمين (صاحب صيحة للشعب الحق في التعلم) وإدارته للجنة التأليف والترجمة والنشر
(مقال سبق نشره للدكتور عمر مصطفى لطفي عن لجنة التأليف والترجمة والنشر -مجلة عالم الكتاب – ديسمبر 2017)
“لم تأخذ اللجنة التى نتناولها فى هذاالمقال، شكل الجمعية بنظامها الرسمى، ولكنها أدت دورا لا يقل أهمية وتأثيرا عن أدوار الجمعيات العلمية الأخرى، ولأنهم مجموعة قليلة من الأفراد، فقد سميت “لجنة” لا جمعية. وفى تتبع تفصيلات هذه نشأة اللجنة تتبع لبعض تفاصيل النهضة المصرية فى ذلك الأوان، فليس تاريخ اللجنة تاريخ أفراد، ولو كان كذلك لهان، وإنما هو فصل موجز من تاريخ مصر ونهضتها الثقافية.
اجتمعت كوكبة من الأصدقاء المتعلمين من متخرجى مدرسة المعلمين العليا، ومدرسة الحقوق ، وكان يحدوهم الأمل فى التقدم والإصلاح، دون أن يعبئوا بأنفسهم، أو بمصالحهم الشخصية، وألف بين هؤلاء الأفراد الشعور بالألم من موقف الشرق وخموله، والإيمان بوجوب العمل على تنبيهه والأخذ بيده ورفع مستواه. وقد نبتت هذه الفكرة عندهم على إثر حرب البلقان، ومطالعتهم كتبا تثير هذه المعانى فى النفوس، مثل “طبائع الاستبداد” و”أم القرى” للكواكبى. ورأوا أن ينهضوا بالمجتمع من نواح مختلفة، فثابروا لتحقيق ذلك.
وكان أعضاء اللجنة فى البداية يجتمعون فى منزل أحدهم، ولما ازداد عددهم بالنسبة لمنزل، قد كانوا يلتقون فى مسجد، أو فى قهوة معزولة روادها قلائل ليتباحثوا بحرية فيما يرونه مفيدًا لأمتهم، فشكلوا لجانًا تبحث فى كل مجال، وسرعان ما تبددت أحلامهم فيما كانوا يطمحون إليه، باستثناء “لجنة التأليف والترجمة والنشر”.
وفى “زاوية البقلى” اتفقوا على تكوين “لجنة التأليف والترجمة والنشر”، آملين فى أن تكون لهم مكتبة ومطبعة ومدرسة نموذجية ومجلة وأن تكون لهم كتب فى مختلف العلوم والفنون تناسب جمهور المتعلمين فى جميع مراحل التعليم. فكان هؤلاء الأعضاء يهدفون إلى النهوض بالعملية التعليمية، والارتقاء بالمجتمع وتثقيفه بمجلة، ورغم صعوبة تنفيذ أهدافهم من خلال جهودهم الذاتية والفردية، فإنهم مضوا فى طريقهم، وتكونت اللجنة بشكل مبدئى سنة 1914، وكلفوا حسن مختار رسمى بإعداد قانون لهذه “اللجنة”.
وفى عام 1915 اجتمعوا فى المدرسة الإعدادية بحى العباسية بالقاهرة؛ لأن كثيرا من أعضاء اللجنة كانوا مدرسين فيها؛ وناقشوا المواد القانونية، وبعد تعديل وتنقيح أقروه، وانتخبوا أعضاء مجلس الإدارة، كما انتخبوا أحمد أمين رئيسًا له. وأخذوا فى جمع الاشتراكات وقيمتها عشرة قروش، يدفعها العضو فى الشهر، ثم جعلت مالية اللجنة أسهما، كل سهم بجنيه واحد، وهكذا بدء التكوين المالى للجنة.
أهتمت اللجنة منذ البداية فى حصر نفسها فى الدائرة التى رسمتها لنفسها، فلم تتدخل فى مجالات دينية، ولم تغامر فى نواح سياسية، إيمانا منها بأن الثقافة ونشرها وسيلة من أكبر الوسائل لرقى الأمة، ومن أكبر عوامل الإسراع فى نهضتها.
لم يكن يزيد عدد الأعضاء إذ ذاك عن خمسة عشر عضوا. وكان من أعضاءها محمد أحمد الغمراوى، وأحمد عبدالسلام الكردانى، ومحمد عبدالواحد خلاف، وأحمد زكى (الدكتور أحمد زكي) وحسن مختار رسمى، ويوسف الجندى، ومحمد فريد أبوحديد، ومحمد عبدالبارى، وهؤلاء هم أعضاء اللجنة الأوائل، ثم انضم إليهم بعد ذلك محمد كامل سليم، وأمين مرسى قنديل، وعبدالحميد العبادى، محمد بدران، ومحمد صبرى أبوعلم، وعبدالحميد فهمى، وأحمد أمين. وقد ازداد عدد هؤلاء الأعضاء فيما بعد .
وقد تنقلت اللجنة فى عدة أماكن، منها مقرها فى شارع الكرداسى بعابدين، وهو المقر الذى كانت تصدر منه مجلة «الثقافة» ثم انتقلت إلى شارع أمين سامى المتفرع من شارع قصر العينى. ولما أنشئت نقابة المعلمين استأذنتها اللجنة فى أن تجتمع فيها، فأذنت. وكانت الجمعية العمومية لها تنعقد فى إحدى المدارس الأهلية، كالإعدادية ووادى النيل.
بعد تكوين اللجنة، كان لابد لهؤلاء الكوكبة من المفكرين الوطنيين من الانتقال إلى العمل والتنفيذ، فأرتأوا تأليف الكتب المدرسية والشعبية، وفاضلوا بينهما، ونزلوا بحكم الحاجة إلى المال إلى أقرب الصنفين مكسبا، فبدأوا بالمدرسية، رجاء أن ينفق من أرباحها على الكتب الشعبية، فقامت اللجنة بتكليف أحمد زكى، وأحمد عبدالسلام الكردانى بتأليف كتاب فى الكيمياء للمدارس الثانوية، وعهدت إلى محمد أحمد الغمراوى بتأليف كتاب فى الطبيعة، وأشارت على محمد كامل سليم ومحمد بدران بتأليف كتاب فى الجغرافيا. وإلى الأستاذين محمد خلف وعبدالحميد فهمى تأليف كتاب فى الحساب. وأهتمت اللجنة بإسناد كل مؤلف عمل كتاب فى مجال تخصصه. وقد تم تأليف جميع تلك الكتب ما عدا كتاب الطبيعة.
ولم تجز اللجنة طبع أى كتاب إلا بعد قراءته ونقده وتنقيحه، وأول كتاب طبع هو كتاب (مبادئ الكيمياء للمدارس الثانوية) الذى وضعه أحمد زكى والكردانى، ويقع فى جزءين، ومن أجل طبعه اقترضوا مالاً من أحدهم، وتوالى نشر الكتب ببطء، فى البداية، ولما لم يكن عند الأعضاء مخزن لتخزين الكتب المطبوعة، فإنهم رأوا أن يخزن كل مؤلف كتابه فى بيته، ويبيع منه ويقدم حسابًا للجنة، وظل الحال على ذلك إلى أن اتفقوا مع مكتبة تُخزن الكتب وتبيعها نظير خصم كبير.
وبعد سنوات سعت اللجنة لدى وزارة المعارف لكى تمنحها مبلغا من المال للاستعانة به فى تأليف الكتب القيمة وترجمتها ونشرها، ثم بدأت اللجنة مرحلة أخرى فى مسيرتها الثقافية الثرية بتكوين مطبعة مستقلة لها، تساعدها على تحقيق غرضها، فيزيد نتاجها، ويتضاعف مجهودها. وقد أسست – فعلا- المطبعة، وبدأت تخرج الكتب التى ترى اللجنة نشرها، وهذا – بلا شك – تتطلب من اللجنة بذل مجهود أكبر فى التأليف والترجمة.
وتوالت إصدارات اللجنة، ونشرت كتبًا كثيرة، مؤلفة ومترجمة، فى مختلف مجالات المعرفة لأعضائها وغير أعضائها من مصر والدول العربية، وتناول الكتّاب، إصداراتها، وعرضوا مضامينها، وأحسنوا تقدير قيمتها، مما أدى إلى رواجها، وتعميم فوائدها بين ناشئة الجيل، وكبار المثقفين.
وكانت اللجنة تعامل الناشئ والمؤلف الشهير معاملة واحدة، فأصبحت اللجنة كعبة المؤلف المجهول، وعماده الذى يستند إليه لكى يظهر من تحت تلك الغمرات التى تطغى عليه، وإن علمه بوجود اللجنة وباستعدادها لمساعدته يحفزه إلى العمل وإلى الكتابة والتأليف، وهو موقن بوجود من سيدعمه ويُنشر له.
وإذا طالعنا أسماء الكتب التى أخرجتها اللجنة، فإن الكثرة العظمى من كتبها لا تكاد تسترد نفقات طبعها إلا بعد زمن غير قصير. وكثير منها يتناول موضوعات علمية دقيقة، وكثير من هذه الكتب لمؤلفين لم تنشر لهم كتب من قبل. فاستطاعت اللجنة نشر ما لم تستطعه هيئات حكومية كثيرة. وحازت مطبوعاتها التى زادت على مائتى كتاب الثقة على مدى الأربعين عاما التى مكث فيها احمد أمين رئيسا لها حتى وفاته عام 1954 م. واعتمد عليها آلاف الباحثين فى استكمال أبحاثهم، بينما تخرج الملايين من الطلاب على تلك المناهج والعلوم والمعارف.
وتوسعت اللجنة فى أنشطتها، وصار رئيسها أحمد أمين يعقد ندوة أسبوعية مساء كل خميس فى مقر لجنة التأليف والترجمة والنشر، حيث كانت تلتقى دائمًا نخبة من مفكرى مصر وأدبائها ورجال التربية فيها. وكان أحمد أمين يُنتخب من قبل أعضاء اللجنة كل عام رئيسًا لمجلس إدارتها.
الإنتاج الفكرى للجنة:
أصدرت اللجنة كتبًا كثيرة تحلى معظمها بالأسلوب العلمى، والبحث فى الحقائق، وتحليل الأفكار وانتحال المعلومات، واستشفاف ببواطن الموضوعات، وتناول القضايا بجدية، وتجلية كثير من الغوامض، وغير ذلك مما يجدد الذهن، وينشط النفس. والتقى فيها العملى والمثالى ونظريات الفكر ومذاهب الفن ونتاج العواطف والعقول، وحكت حضارات الشرق والغرب والقديم والجديد، وتجاوزت فيها الشرائع الكتابية والوضعية وغير ذلك من أنشطة الذهن البشرى، وكل هذا أحدث استنارة وتحديثًا وعمل على إنضاج العقول.
اهتمت اللجنة بكتب الفلسفة، ترجمة وتأليفا، مثل كتاب “قصة الفلسفة الحديثة” لأحمد أمين وزكى نجيب محمود، و”تاريخ الفلسفة الغربية” لبرتراند راسل، ويعرض فيه لأفكار كبار الفلاسفة، ويتمهر مؤلفه فى ربط هذه الأفكار بعضها ببعض، و”تاريخ الفلسفة فى الإسلام” وهو من تأليف ديبور، ويتناول تاريخ الفلسفة بإيجاز، ويبين الأطوار التى مرت بها، وأشهر الفلاسفة المسلمين، وكتاب “إبراهيم بن سيار النظام” وهو من تأليف أبوريدة، ويشرح فيه آراء النظام فى الفلسفة الكلامية، ونشأة الفكر العقلى عند العرب، وكتاب “المدخل إلى الفلسفة” وهو من تأليف ازفلد كوليه، وهو عبارة عن مقدمة وافية، تعرف القارئ بالفلسفة، ومجالاتها، ومشكلاتها فى متباين الأزمنة.
ومن كتب التاريخ “قصة الحضارة” الذى وضعه ول ديورانت، وترجمه عدد من كبار المفكرين، والكتاب يتناول فى أجزائه الكثير من العلوم والآداب، والأخلاق، والإصلاح الدينى فى أوروبا. وكتاب “جزيرة العرب فى القرن العشرين”، وهو من تأليف حافظ وهبة ويتناول قضايا عديدة، منها الحالة الاجتماعية لبلاد العرب، والدعوة الوهابية ونشأتها، وآل سعود وتاريخهم. وكتاب “فتح العرب لمصر” لألفريد بتلر.
ومن أشهر الكتب التى أصدرتها اللجنة موسوعة أحمد أمين الإسلامية، التى تضم كتب “فجر الإسلام”، “ضحى الإسلام”، و”ظهر الإسلام” التى درس فيهم الحركة العقلية فى تاريخ الإسلام والحياة الاجتماعية، إلى جانب عرضه للآداب والعلوم فى مختلف الأزمنة والأمكنة، وفى كل هذا كان يؤرخ ويحلل ويعلل لماذا نشأت المقامات فى خراسان والموشحات فى الأندلس والفلسفة فى العراق.
و قامت اللجنة إلى جانب ذلك، بنشر مجموعة من كتب التراث، وسهلت النظر فيها بالشروح والتحقيقات، مثل كتاب “العقد الفريد” لابن عبد ربه، ويقع فى عدة أجزاء. و”ديوان المتنبى”، و”شرح ديوان الحماس” للمرزوقى. وكتاب “رسل الملوك ومن يصلح للرسالة والسفارة”، وهو كتاب تراثى من تأليف ابن الفراء، وتحقيق صلاح الدين المنجد الذى ألحق به بحثا عن الدبلوماسية فى الإسلام.
وأصدرت اللجنة كتب كثيرة فى مجال الأدب، منها “قصة الأدب فى العالم” من تأليف أحمد أمين وزكى نجيب محمود، ويقع فى ثلاثة أجزاء، ويعرضا فيه نماذج من الآداب العالمية القديمة والحديثة، مثل: الأدب الفرعونى، وآداب من الصين والهند وفارس واليونان والرومان والإنجليز، إلى جانب الأدب العربى فى العصور الوسطى.
وهناك أيضًا كتاب “قواعد النقد الأدبى” الذى وضعه ابركرومبى، وكتاب “فى الأدب الجاهلى” لطه حسين، وهو تعديل لكتاب “فى الشعر الجاهلى” الذى أحدث جدلا عارما عام 1926، ومسرحية “فاوست” وهى من روائع جوتة، وقدم لها طه حسين، وتتناول مشكلة الشر، وكتاب “الاشتقاق والتعريب” من تأليف عبد القادر المغربى، ويدور الكلام فيه حول تكاثر ألفاظ اللغة بالاشتقاق والتعريب.

 

ومن كتب علم النفس “خلاصة علم النفس” للدكتور أحمد فؤاد الأهوانى، وكتاب “الطفل فى المدرسة الابتدائية” من تأليف سوزان ايزكس، ويعنى بالطفل ونشاطه الذهنى، ووجوب الاهتمام بتربيته وهو فى مرحلة التعليم الابتدائى، وكيفية قياس الفروق بين الأطفال والتعرف على ميولهم وترقيتها، كما يتناول أخطاء الأطفال فى التفكير، وكيفية تلافيها.
ولم تهمل اللجنة كتب العلوم، فقد أصدرت منها كتاب “من أسرار الفطرة” وهو فى الطبيعة، من تأليف اندراد وترجمة محمد أحمد الغمراوى، وأحمد عبدالسلام الكردانى، وهما من أعضاء اللجنة القدامى، متخصصان فى العلوم الطبيعية.
ومن الكتب العامة، كتاب “التثقيف الذاتي” لسلامة موسى، ويتناول قضايا عدة منها كيف يستطيع الإنسان أن يثقف نفسه بنفسه، ووسائل هذا التثقيف، وكتاب “فيض الخاطر” لأحمد أمين، وهو تسعة أجزاء، ويضم مقالات أحمد أمين المتناثرة، وكتاب “ساعات السحر” للدكتور أحمد زكى، ويعرض لموضوعات شتى فى شئون الحياة، ويسجل فيه خواطره التى كانت تعن له وقت السحر، كذلك طبعت ديوان “حافظ إبراهيم” بتحقيق أحمد أمين وأحمد الزين وإبراهيم الإبيارى، و”ديوان أحمد الزين” وغير ذلك كثير.
وقد ساهمت الكتب المترجمة فى ازدهار حركة الترجمة العلمية، وأفرزت جيلا جديدا من المترجمين مثل محمد بدران وزكى نجيب محمود وعلى أدهم، وأطلعت القارئ على كثير من كتب الغرب التى ترجمت لأول مرة، وقامت بدور فى النهضة
 والاستنارة، إلى جانب أنها درس مهم فى محاولة تعريب المصطلح الأجنبى، وتقريب المصطلح المستعصى على التعريب إلى أن نهتدى إلى كلمة دقيقة تقابله، عدا فوائد الترجمة الأخرى، ومنها التعارف بين الشعوب.
عمت فوائد هذه الكتب النفيسة على عدد من الدول العربية، فقد أودعت اللجنة قدرا منها فى المكتبات، مثل المكتبة العصرية ببغداد، بالوكالة العامة بالعراق. وفى فلسطين وشرق الأردن، كانت هذه الكتب تطلب من الوكالة العامة للجنة التأليف والترجمة والنشر.
وكانت اللجنة متعاونة مع غيرها من لجان العلم، وتطبع كتب غيرها، مثل كتاب “تراث الإسلام” ويقع فى جزءين، وهو فصول طويلة عن الأدب الإسلامى و الفلسفة والالهيات والعمارة الإسلامية وغيرها، وضعها أجانب وترجمها مصريون عديدون، وتكفلت بالكتاب “لجنة الجامعيين لنشر العلم”.
وأيضًا لم تقتصر خدمات أعضاء اللجنة على لجنتهم، وإنما امتدت إلى مجلة “الرسالة” لتعينها وتعزز موقفها.
مجلة الثقافة:
من أهم أعمال اللجنة وإصداراتها مجلة “الثقافة” الأسبوعية التى نافست مجلة “الرسالة” أربع عشرة سنة، وظهر عددها الأول فى 3 يناير 1939، وكان صاحب امتيازها أحمد أمين، أما رئيس تحريرها فهو محمد عبد الواحد خلاف، وكان المقر الذى كانت تصدر منه المجلة فى شارع الكرداسى بعابدين.
تناولت المجلة الموضوعات الشرقية والغربية، العلمية والأدبية، وهو ما نهضت به فى سنوات
 صدورها. وكانت المجلة ساحة لآراء وأفكار كبار المفكرين مثل توفيق الحكيم ومحمود تيمور وزكى نجيب محمود وأحمد زكى وغيرهم. وعلى صفحاتها كتب لأحمد أمين سلسلة مقالات عنوانها “جناية الأدب الجاهلى على الأدب العربى” سنة 1939، والتى رد عليها زكى مبارك بسلسلة مقالات فى نفس العام بمجلة “الرسالة” تحت عنوان “جناية أحمد أمين على الأدب العربى”، وكتب طه حسين بضع مقالات عن الأدباء المعاصرين مثل توفيق الحكيم وقوت القلوب الدمرداشية وحسين فوزى، كما كتب بعض فصول “على هامش السيرة” ولم يتمها، وكتب محمد مندور مقالات نقدية، وأثار قضية الهمس فى الأدب، ودار بينه وبين العقاد سجال وجدال حول الهمس أثناء ضجيج الحرب العالمية الثانية، وكتب على أدهم مقالات فى الفكر السياسى والفلسفة والتاريخ، وكان شوقى ضيف مهمومًا بقضية النقد الأدبى، باحثًا عن نظرياته، أما محمد فريد أبوحديد فقد نشر قصصًا عربية قديمة.
وقد تولى تحرير مجلة “الثقافة” زكى نجيب محمود فترة، ومحمد فريد أبو حديد فترة أخرى، وتواصل عطاؤها إلى أن صدر آخر أعدادها فى 23 فبراير عام 1953، رغم استمرار اللجنة فى نشر الكتب المؤلفة والمترجمة.

 


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه:

تم كشف مانع الإعلانات

رجاء تعطيل مانع الإعلانات لكي تدعم موقعنا شكرا