منوعات

تصويب رؤيتنا للعصر العربي الإسلامي

نصر شمالي

سوف يؤسفني بل سيحزنني أن لا ينال هذا المنشور حقه من الاهتمام ..
أقول: في محاولة لتصويب رؤيتنا للعصر العربي الإسلامي، وفهمنا وتحديدنا له، أن العصر العربي الإسلامي العالمي هو ذاك العصر الذي نهضت فيه العواصم العربية الإسلامية العالمية، ما بين القرنين الميلاديين السابع والسادس عشر، والذي دام حوالي ٨٨٥ عاماً.. ففي العام ٦٣٢م كانت المدينة المنورة هي العاصمة العربية الأولى، وكان أبو بكر الصديق هو الخليفة العربي الأول.. وفي العام ١٥١٧م كانت القاهرة، قاهرة المعز، هي العاصمة العربية الأخيرة، وكان المتوكل على الله الثالث هو الخليفة العربي الأخير.. وما بين العامين الميلاديين ١٤٩٢-١٥٢٠ بدأ نهوض العصر الأوروبي العالمي بسقوط غرناطة وباكتشاف أميركا واكتشاف رأس الرجاء الصالح والوصول إلى الخليج العربي ثم إلى الهند، وبدوران ماجلان حول الارض عام ١٥٢١.. وكانت تلك بدايات محاصرة العرب في ديارهم وتمزيقهم وتدميرهم في حرب مفتوحة ضدهم، والاستيلاء على طرق التجارة الدولية وتحريمها على العرب المحاصرين حتى يومنا هذا.. وفي العام ١٥٠١م، كانت قد تأسست الدولة الصفوية في إيران خارج السيادة العربية الرسمية ولو سيادة صورية.. وفي العام ١٥٤٣م تأسست في إستانبول الدولة التركية العثمانية خارج السيادة العربية الرسمية ولا حتى صورياً.. وترافق ذلك، طبعاً (صعود الصفويين والعثمانيين المستقل) مع بدايات نهوض وسيادة العصر الأوروبي العالمي وبدايات انكفاء وسقوط العصر العربي الإسلامي العالمي.. وفي العام ١٥١٦م بدأ العثمانيون احتلالهم لبلاد الشام، وكان ذلك في عهد المماليك الذين كانوا يحكمون باسم العرب وبتكليف من الخليفة العربي وإن صورياً، وكانوا يديرون الحكم في عاصمة من العواصم العربية وليس من خارج البلاد العربية.. وفي العام ١٥١٧م عزل الأتراك الخليفة العربي العباسي الأخير وأعلنوا السلطان التركي سليم خليفة للمسلمين ونقلوا العاصمة من مدينة القاهرة العربية إلى مدينة إستانبول غير العربية .. وبعد ذلك منذ القرن السادس عشر وحتى اليوم صار العصرالعالمي أوروبياً توالت على إدارته لشبونة ومدريد ولندن وباريس، وأخيراً واشنطن.. ولا يغير في السيادة الأوروبية العالمية على مدى القرون الخمسة الماضية نهوض العهد العثماني الإسلامي وسقوطه، ولا نهوض العهد الروسي السوفييتي وسقوطه! تلك هي الحكاية موجزة كما أراها وكما فهمتها شخصياً (من دون جلعصات!).
—-
دمشق – مكرر

 


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه:

تم كشف مانع الإعلانات

رجاء تعطيل مانع الإعلانات لكي تدعم موقعنا شكرا