لا أستسيغُ كثيراً من المصطلحات الأدبية والفلسفية والفنية المستحدثة.
وكنتُ أحسب أن السبب في عزوفي عنها قصور في ترجماتها، إلى أن تمكنت مني فكرة أنها عاجزة عن أن تستوعب حاضر الحضارة البشرية شديد التقلب.
كانت تلك المصطلحات تخرج فيما مضى من بطانة مذاهب فلسفية شقت سطح الحياة كردود أفعال لأحداث جسام، أفقدت الناس ثقتهم في قدرة العقل البشري على إدارة أمور الحياة على سطح الأرض؛ فليس ثمة من يشك في أن سلاسل الحروب الإقليمية والعظمى، التي شهدها القرن العشرون، ليست إلا ضرباً من الجنون، مهما اختلفنا حول دوافعها ونتائجها. فأن يلجأ الإنسان إلى (القتل والتدمير) انتصاراً لما يعتقد أنه (حق)، لا يخلو من تناقض فج!
ومن تلك الأحداث الجسام أيضاً القفزات غير المسبوقة في عالم التكنولوجيا؛ وتراجع الموارد الطبيعية بعد عقود طويلة من استنزافها طلباً للرفاهية، الأمر الذي خلق مناخاً عاماً من عدم الاطمئنان إلى المستقبل.
خلاصة القول أنني أرى أن مذاهب ورؤى قرنٍ مضى باتت قاصرة عن أن تكون (مفاتيح فكرية) يستقبل بها البشرُ الربع الثاني من القرن 21، الذي سيشهد تقلبات لم تخبر البشرية شدتها وقسوتها من قبل، نتيجة اتساع الهوة بين الفقراء المتخلفين، وهم الأغلبية، والأغنياء المتقدمين.
يحتاج العالم إلى مفاتيح جديدة، يجتمع فيها الفكر الفلسفي بالتكنولوجي بالمناخي باللوجستي.