انشطة ثقافية

الجوع فى إفريقيا

د. ماجدة إبراهيم

أطالع اليوم هذا التقرير الصادر عن بنك التنمية الإفريقي والوارد في 7 فبراير 2023 في موقع SPUTNIK-أ.د.-ماجدة-إبراهيم   عربي هي وكالة خدمات عالمية للأنباء، انطلقت في 10 نوفمبر عام 2014 بواسطة وكالة روسيا سيفودنيا التي تمتلكها الحكومة الاتحادية في 9 ديسمبر 2013، والمنشور ضمن مقال بعنوان “الجوع في أفريقيا… أرقام كارثية”.

 

يذكر هذا المقال كيف أن 828 مليون شخص يعانون على الصعيد العالمي من الجوع، وأن إفريقيا تمثل 249 مليون أو ثلث عدد الجياع في العالم، وأنه من المتوقع أن يرتفع إلى 310 ملايين بحلول عام 2030.

أطالع اليوم هذا التقرير كما أطالع هذه المقدمة التي تعلن عن هذا التقرير، فتتوارد إلى الخواطر التالية:  

الجوع

 


الجوع

الجوع في إفريقيا

الجوع في العالم الثالث

وهذا رغم الثروات الضخمة التي تذخر بها أمنا الأرض

ما من شك في أنه مقابل كل إنسان جائع في أي بقعة من الأرض

ستجد إنسانًا آخرًا شرهًا أو إنسانًا مهدرًا للطعام أو إنسانا سارقًا وناهبًا له.

========================

إن مشكلة الجوع في إفريقيا، بل وفي العالم أجمع لتحتاج إلى ثورة أخلاقية، وسياسية، واقتصادية، وإدارية. فما الجوع إلا نتاج الاستبداد والفساد المتجسد في سوء إدارة الموارد، بل ونهبها وسرقتها.

غير أنه مازال هناك ضوءً في نهاية هذا النفق المظلم إذ

لن يجوع إنسانً على وجه الأرض متى عدنا إلى مكارم الأخلاق ومتى سادت الحرية والديمقراطية وساد العدل ومتى تولت زمام الأمور حكومة تكنوقراطية technocratique تطبق المنهج العلمي في حل مشكلات البلاد المتراكمة.

لن يجوع إنسانً على وجه الأرض متى عدنا إلى مبدأ أن الطعام نعمةً ربانيةً لها علينا الحمد والاحترام والتقديس فلا نُهدرها، بل نَبذلها لمن يحتاجها. فكما قال رسول الله (ص): “ليس منًا من بات شبعانًا وجاره جائعً إلى جنبه”.

لن يجوع إنسانً على وجه الأرض متى علم الحاكم أن السلطة مسئولية لا غنيمة، وأن النبي يوسف الصديق عليه السلام عندما طلب من فرعون مصر أن يعينه وزيرُا للاقتصاد، لم يكن طامعًا في سلطة ولا جاه ولا مال وإنما متطوعًا بما وهبه الله من علم وحكمة لحل مشكلة مصر الاقتصادية. فصارت مصر الفرعونية في عهده – وهو زمن المجاعة – مخزن غلال لجيرانها. ولم نسمع أبدًا أنه ملأ خزائنه الشخصية من خزائن الدولة وهي خزائن الشعب. وعندما سُئل هذا النبي: ” مالك تجوع وأنت على خزائن الأرض؟” كان رده: “أخاف أن أشبع فأنسى الجائعين!”.

ونحن لا نريد حاكمًا يجوع من أجلنا، وإنما حاكمًا عادلاً، عالمًا حكيمًا رشيدًا، أمينًا نزيهًا أبيض اليدين، يخضع لمحاسبة الشعب ويعلم أن حساب الله البصير كائنً عاجلاً أم آجلاً.

وأخيرًا لن يجوع إنسانً على وجه الأرض متى رفعنا العراقيل الإدارية والمالية التي تغل أيدي الزارع والصانع المحليين وتمنعهما عن العمل؛ فنُساق إلى الاستيراد بالعملة الأجنبية ونقع بذلك في فخ الاستدانة وتعويم العملة المحلية والتضخم وننزلق إلى هاوية الإفلاس.

 


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه:

تم كشف مانع الإعلانات

رجاء تعطيل مانع الإعلانات لكي تدعم موقعنا شكرا