مقالات فكرية

الترجمة والمساواة وصنع عالم مابعد استعماري .. رانابير سامادر ترجمة د.محمد سيد عيد

الترجمة والمساواة وصنع عالم مابعد استعماري (*)

                                                       رانابير سامادر[i]

ترجمة : د. محمد سيد عيد

 

 

  يناقش رانابير سامادر الباحث الهندي الأصل في كتاب له بعنوان ” كارل ماركس والعصر ما بعد استعماري” قضية الترجمة في عالم ما بعد الاستعمار وذلك ضمن الفصل الذي عقده تحت عنوان “المأزق ما بعد استعماري” .

  وينطلق كتاب سامادر من تصور أساسي عن عالم ما بعد الاستعمار متخذا من الفيلسوف الالماني كارل ماركس قاعدة أساسية لهذا الفكر. ويسعى في هذا الفصل الى توضيح فكرة ما بعد الاستعمار كاستراتيجية من أجل فهم الرأسمالية العالمية المعاصرة. ويناقش ذلك من خلال أربعة افكار أساسية هى: أثر ما بعد الاستعمار على تشكل المعرفة، الترجمة بوصفها جزء من الإنتاج العالمى فى عصر ما بعد الاستعمار، المهاجر بوصفه موضوع للمأزق ما بعد استعماري، العمل ما بعد استعماري بوصفه دليل على هذا الموقف.

يرصد سامادر، في هذا الفصل، طريقين لتعامل عالم ما بعد الاستعمار مع الترجمة وهما: الجانب اللوجستي وهو المتعلق بأن عملية الترجمة تتضمن التمويل والتسويق والنشر والموضوعات والافكار التى تترجم ، وهذا يتم اختياره والتعامل معه فى دائرة السوق أو التعامل مع الترجمة بوصفها عملية إنتاج تمر بمراحل تسويق ونشر وإنتاج معرفة..الخ. ثانيا: أن الترجمة تحاول التخلص من هذا المفهوم اللوجستي الذى يتعامل معها كسلعة والمترجمين هم العمال القائمين عليها وإنتاجها حسب متطلبات السوق.

وبرغم الانطلاقة الماركسية التي ينطلق منها سامادر، إلا انه يرى أن الرؤية الاستراتيجية للزمن لا تحصد تقدما للتاريخ، كذلك الترجمة اذا تعاملنا معها بلغة لوجستية باعتبارها سلعة فهى ايضا لا تحصد تقدما للأمم. فكما أن مصطلح die homogene und Leere Zeit “الزمن المتجانس والفارغ”-كما ذكره فالتر بنيامين Walter Benjamin -هو مصطلح فهم للزمن باعتباره وحدة متجانسة يمكن قياسها من خلال التقويم والساعة والجداول والاعياد الوطنية وأيام العطلات .. الخ. فهو لا يحصد تقدما فى التاريخ. وهكذا الترجمة ، فالنظر إليها فى إطار السلعة والإنتاج هو إعادة إنتاج للعلاقات البرجوازية التى رفضها بنيامين من قبل. ومثلما كان ثمة تجانس بين العمال والإنتاج ، ثمة تجانس ايضا بين المترجم والترجمة. وعالم ما بعد الاستعمارية هو الفضاء الوحيد فى رأى سامادر الذى يستطيع أن يعي هذه الحقيقة المنتاقضة للترجمة بوصفها سلعة سوقية تحارب وجودها.

النص :

تشغل الترجمة اليوم دورا مهما فى صناعة المعرفة ، إذ ينعكس الاعتراف بأزمة إنتاج المعرفة فى تركيز قسم من المنظرين الثقافيين عليها . فهى تحدد عمليات نقل البيانات وتحويل البيانات التجريبية الى بيانات نظرية ونقل “النظرية” الى اماكن إنتاج البيانات ، وبذلك يمكن للبيانات أن تدعم النظرية وتساعد فى خلق الجانب النظري. تتشكل الترجمة فى بعض الاحيان داخل عالم مكتفى بذاته ، وتقوم بقتل الطبيعة العلمية لكل من الصراع النظري والمعرفة . وتعانى المعرفة فى هذا التركيز الشديد على الترجمة ، وتعانى كذلك العملية ما بعد استعمارية للمعرفة أكثر . تعرض عملية الترجمة (المتضمنة: التمويل،التسويق، والنشر وتحديد الموضوعات والافكار ومادة الترجمة واللغة التى ستترجم اليها) للطبيعة الايديولوجية السياسية للثلاث ظواهر التى قال بها ماوتسى تونج Mao [ii] كقاعدة للمعرفة وتصحيح الافكار . تصبح الترجمة رمزا آخر لواقعة شبكة رأس المال الموجودة اليوم . فهى باختصار خدمات لوجستية[iii] لعملية إنتاج المعرفة ، التى من خلالها تشغل بنية المعرفة المابعد استعمارية فضاءًا محددًا . وفى نفس الوقت، إن الترجمة هى عملية ايديولوجية تمحي التمييز بين المساواة والاختلاف ، اليقين والتردد ، وتمحى ظهور ما اصطلح عليه فالتر بنيامين Walter Benjamin[iv] بـ”الزمان المتجانس والفارغ”die homogene und Leere Zeit [v]والتى يجرى فى إطارها إعادة إنتاج العلاقات البرجوازية . ولا يوجد في أى مكان فهم أفضل لهذا التناقض سوى عالم ما بعد الاستعمار .

ربما يشكو ويهذي المرء بشأن فقدان الإبداع ، لكنه يجب أن يلحظ أولا طبيعة عملية الترجمة. فهى بالطبع عملية مادية ، تنبعث من الانشغال الزائد فى حياتنا وعملنا بالمعلومات والحساب . إن بيئة ما بعد الاستعمار هى بيئة متخصصة فى الجغرافيا الاقتصادية والسياسية وبالتالى فهى متخصصة على حد سواء في علاقاتها برأس المال . وتؤثر هذه التخصصات على إنتاج المعرفة والتنبؤ بعلاقات اجتماعية تقنية معينة فى تجارة البيانات والافكار والحقائق. يدار نشاط الناس الآن ورأس المال والمعلومات عبر شبكات لوجستية معينة ، من خلال ما نعنيه بأنواع مؤسسات وضوابط وقواعد محددة . وتنتج هذه القواعد بروتوكولات . وهى التى تحدد ما يترجم وما يكون فى متناول البعض .

يبدو أن الترجمة تصبح لديها جزء من الصناعة اللوجستية العالمية للثقافة ، التى تتضمن أدوار النشر الكبرى ، صناعة المؤسسات الثقافية ، مستويات النشر الالكترونى ، طبيعة وبروتوكولات المنح الحكومية وغير الحكومية للترجمة ، الزيارات ، المؤتمرات وتبادل البيانات لربط الابحاث وهكذا .. وبجانب ذلك بالطبع المعرفة الجيدة بشبكات كل من رأس المال ، المالية ، الخدمات المصرفية والاموال والمراقبة . من أجل كل ذلك تعتبر ما بعد الاستعمارية مهمة . فلا يمكن اهمالها، لأنها بحاجة الى رأس المال باعتبارها تنتج البيانات (حتى فى العلوم الحيوية) ، وتدعم العمل المهم (حتى فى المختبرات المتقدمة) وهى حتى الآن ، كوجود ما بعد استعماري لا تستطيع أن تملك القول السديد فى ديناميات المعرفة وأفكار الإنتاج . وبالتالي يوجد صراع ثابت متأصل فى العلاقة الاساسية المتبادلة بين العالم غير الرسمي (الجنوب) والعالم الرسمي (الشمال) .

وبالتالى من المهم أن نسأل : ما هى مستويات الترجمة ؟ ما هى بروتوكولاتها؟ من يحددها؟ ما هى طبيعة لوجستيات عولمة المعرفة والافكار، التى على الاقل جزء مما اعطيناه الاسم “ترجمة”؟ حتى الآن تعد حصة هذه الاعمال كبيرة فى عولمة المعرفة، من خلال توفير عدة مليارات دولارات من خلال الجامعة والتعاون بين الجامعات ، التمويل الخاص للابحاث فى الجامعة ومراكز البحوث ، تطوير البرامج ، الرحلات ، التليفونات والاتصال الرقمى ، المؤتمرات ، وانماط أخرى من تبادل البيانات ، تنظيم الزيارات الميدانية ، ومراكز الابحاث وقنوات النشر والمعرفة الجديدة للبلاد . ثمة قدر كبير من العمل المعرفي متضمن فى لوجستيات عولمة المعرفة ، وهى كثيرة لدرجة انقراض النموذج القديم للرجل والمرأة الحكيمين كمصدرين وحيدين لإنتاج المعرفة ، حتى اصبحت مجهودات الجماعة قديمة ، واصبحت الشبكات والبرامج هى النموذج الجديد للمعرفة والأفكار –بصورة أدق لأنه فى الوقت الحاضر يعمل رأس المال في صناعة المعرفة  بنموذج الشبكات ، الابراج والبرامج (1) .  فقط على المرء أن يضع في اعتباره أن ثمة انتشار لادوار النشر الاجنبية فى الهند ، أو أنه تقريبا لا تقاس كمية النسخ الالكترونية للموسيقى ، الافلام ، الكتب والتصميمات واعادة تهيئتهم للغرض الرئيسى بصنع معنى لكمية العمل المعرفي المتضمن فى هذا. إن المهمة الاولية للوجستيات فى صناعة المعرفة العالمية هى ادارة واخراج هذا العمل المعرفي .

إذا كان ما سبق صحيح جزئيا ، فما مدى ارتفاع حصة ما بعد الاستعمار فى الترجمة؟ على المستوى الاول، الحصة كبيرة، حتى الآن لا يحتاج المرء الى المبالغة فى اهميتها، مما يعني أنها لا يجب أن تعامل مثل أى نشاط تواصلى آخر. بينما تخدم الترجمة ضرورة تغيير الافكار والتى غالبا ما تكون عديمة الجدوى وتنتج نفايات أدبية مثل نفايات العقود السابقة، وفى حين أنها تطور نموذج جديد في التفكير، فهى تمحى ايضا الظروف ما بعد استعمارية من جدول أعمال الفكر العالمى حتى الأكثر كلاسيكية من الفكر الاستعمارى. هذا هو دليل القوة الهائلة لنموذج السلعة لفصل أو فك ارتباط الافكار من خبرات العمل المعرفى. حتى الآن، كما اثبت ماركس K.Marx بشكل جاد، أن العمل يدرج حتى فى النموذج الأكثر تجريدا للسلعة. وهنا يمكننا أن نرى نماذج جديدة للعمل المعرفى مرتبطة بـ: الترجمة، إنتاج البرمجيات المرتبطة بها، النشر، ونشر العمل المعرفى الذى يمكن أن نقول عنه يمثل كل من الجنوب فى صناعة المعرفة فى الشمال، وما بعد الاستعمار داخل أو وسط ظروف الليبرالية الجديدة من الاغنياء العالميين .

ناقش امبرتو إكو Umberto Eco [vi]الترجمة –كممارسات للترجمة الواقعية ومشكلاتها- باعتبارها كانت اساسا للتفاوض (2) وعلاوة على ذلك، إذا لم يتم تحليل قضية العلاقات المدرجة فى ممارسات الترجمة، وذلك فى اطار فهم ديناميات التفاوض، فمن غير المجدى أن نتحدث عن الكفاءة، المساواة، والاخلاص أو النية وهى قضايا رئيسية فى الترجمة .

هذه الممارسات وغيرها من المارسات المادية تنتج اشكال من العمل المعرفى يقوم بدعم، من ناحية، ما سماه التوسير Althusser “الاجهزة” (3) [vii] والتى تشكل الذوات، ومن ناحية أخرى، هى مثل عكسها بالضبط، وهذا هو العمل السيء للفعل الاساسى لما بعد الاستعمار فى العالم الحضرى، فهى تدعم الجسر بين ما بعد الاستعمار والجزء المتبقى من العالم. لذلك، إذا عدنا إلى ملحوظة ماوتسى تونج المشهورة التى بدأ بها هذا الفصل[viii]، يمكننا أن نرى قضية الاجهزة، التى سماها ماركس وسائل الإنتاج، وهى التى تحدد الطرق التى يتم بها إنتاج الافكار. ينشأ مأزق ما بعد الاستعمار من ثغرة بين الاجهزة والذاتية.

تحدث ماركس عن كيف أن الاقتصاد السياسى كان لديه اقتصاد للترجمة ليصبح عالميا. كيف تتعايش المستعمرات مع الدول الرأسمالية المتقدمة؟ كيف تم علاج التناقض الحادث من قبل النظام الرأسمالى؟ كيف يمكن مقارنة الانظمة المختلفة تحت حكم الراسمالية وما تأثيرها العام؟ كل هذا يشغل انتباه ماركس باعتبار تحول فكره الى قضية “الاتجاه التاريخي لتجميع رأس المال” و”النظرية الحديثة للاستعمار”(4) لقد أنهى ماركس كتابه “رأس المال” (الجزء الأول) بهذه الكلمات:

“ولكن لا تعنينا هنا أحوال المستعمرات. إن الشئ الوحيد الذى يهمنا هو أن الاقتصاد السياسى بالعالم القديم قد كشف سرا عظيما فى العالم الجديد ونادى به فى كل مكان. هذا السر ينحصر فى أن الطريقة الرأسمالية فى الإنتاج والتجميع أو أن الملكية الخاصة الرأسمالية باختصار، تتطلب كشرط أساسى لقيامها القضاء على الملكية الخاصة التى يكتسبها المرء بعمله، وبعبارة أخرى تتطلب فصل العامل عما يملك من الشروط اللازمة لأداء العمل.”(5) [ix]

المهم فى هذه المناقشة سيكون: ماذا يحدث الآن للمستعمرة الخاضعة لمعرفة الاقتصاد السياسي؟ تظهر قضية مأزق ما بعد الاستعمار فى هذا السياق. ومن ثم يجدر الاشارة الى أن اعمال الترجمة هى فقط بطريقة ما جزء من ديناميات أوسع للإنتاج العالمى للمعرفة. ومع ذلك، فان بعض الافكار تبنى على ما يسمى”الشعور” أو “العاطفة” المتبقية الغير قابلة للترجمة. فى كثير من الاحيان يبنى ما بعد الاستعمار استجابته للمعرفة الحضرية على هذا الاساس. لذلك، تستطيع أن تعمل الترجمة فقط لصالح الاطراف عندما تصبح الترجمة جزء من نطاق واسع من للممارسات الحوارية التى تميز عالم التفاوض. فى عصرنا اصبح ميشيل فوكو Michel Foucault امريكي عبر الترجمة مثلما اصبح تاجور [x]Tagore متصوف شرقي فى اوروبا واصبح كارل ماركس اكاديمي فى الجامعات الانجلو امريكية. وذلك لأن -فى هذا الموقع الذى يدعى ترجمة- ثمة امكانية أقل فى الارتباط بين العالم والبيئة التى ظهرت بها الارقام، انه ثمة فقط ارتباط بين الخطابين. توجد كل أنواع برامج الترجمة (ربما معظمها قيد البحث عن طريق ترجمة المنظرين فى دور النشر للغات الاجنبية وربما بشكل أوسع كما في الدول الاشتراكية السابقة مثل الاتحاد السوفيتي) فالترجمة ليست فقط بين لغات ولكن بين وسائط ايضا. لذلك ، لا يمكن أن توجد أى نظرية عامة فى الترجمة ، تؤكد حقيقة أنها جزء من لوجستيات الإنتاج العالمي للمعرفة.

فى نفس الوقت، يجب أن نلاحظ أن الترجمة تمكن ما بعد الاستعمار من الاقامة بنفس الزمان والمكان الذى يسكن به العالم الحضري. يأتى السكن المشترك عبر ترجمة البيانات والافكار، التى تحث على المقارنة. إذا كانت المقارنات المبكرة أكثر رأسية، فهى الآن أكثر أفقية. وإذا كنا نقول فيما مضى بأن الرأسمالية الهندية فى الثمانينيات كانت متخلفة مثل الرأسمالية فى منتصف القرن التاسع عشر فى انجلترا، وأن الأخير تطور فى وقت المقارنة مع الأول ، فاليوم نسأل : لماذا عانت اليونان من الديون كما تعانى الهند ايضا فى الاوقات المعاصرة؟ وبالتالى، من المهم ادراك أن المقارنة هى إيمائة سردية نحو مقولة التدرب على فهم الحاضر فى مصطلحات وتصورات ومقولات.(6) لذلك، اعتمادا على ما يريد المحلل انجازه بالقول بأننا نستخدم نموذج المابعد استعماري فى البحث، فنحن لا نقترح تشابهات أو اختلافات بين العالمين الاوروبى وغير الاوروبى، إذ ربما يلاحظ فى بعض الاحيان تشابها أو اختلافا أساسيا بينهم. وهكذا، فإن الكثيرين لديهم مقارنة قضية الديون اليونانية مع الايطالية أو الاسبانية فى هذا العقد، ولكن المقارنة مع الهند أو الصين يعنى أن كتابنا المدرسى يعلمنا تلقى اليونان صدمة.(7)

المعضلة لا يمكن الاستهانة بها. لم يكن ثمة نظرية حضرية تتجاهل الحقائق. فى الواقع، يوجد من يهتم أكثر وأكثر بالحقائق فى مجهوداتنا لاعادة خلق الواقع. لذلك يجب على المرء أن يختبر أى المناهج تعيد خلق الواقع وتصح نَسبًا بصورة دقيقة وموثقة؟ هل بناء على تلك التفصيلات تعد الحقائق غير مجدية؟ هل هذا هو قلب وتغيير الاساليب والحقائق المعترف بها، إذا كنا نعنى بالحقائق نظام الاوامر المطلوبة من أجل تصاريح الإنتاج، التشغيل، التنظيم والتوزيع؟(8) بعبارة أخرى، هل هذه “الاعادة لخلق الواقع” هى قوة التحدى؟ لاشك فى أنه عندما توجد مقدرة لفعل ذلك سيصبح لدينا فكرة الجماهير كواقع مادى. وهذا ما اصطلحه ماوتسى تونج عندما طرح سؤال عن عملية التشكل المعرفى بوصفها واحدة من طرق نقل البيانات والافكار المستمرة من الجماهير الى طلائع الجيش والشعب لـ”المعرفة” ومن ثم العودة الى الجماهير.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش المؤلف
 
(1)Ned Rossiter in his Software, Infrastructure, Labour: A Media Theory of Nightmares (New York and London: Routledge, 2017)
يناقش روزيتر النموذج اللوجستى فى الإنتاج واكتساب المعرفة بالتفصيل . انظر بصورة خاصة القسم الفرعى عن “الانسانية الرقمية ومشكلة المنهج” ص58-60 فى الفصل 3 ، (في السحاب) ص51-76 . يناقش روزيتر (التحول الحاسوبى) يتضمن التصنيف والاقتصاد السياسى لاستمارات البرامج وثقافات الرمز المنطوق خلال القواعد المؤسساتية عبر العالم”(ص59) يحلل روزيتر البيانات الاقتصادية الخارجية من الزاوية الجديدة واثرها على الإنتاج المابعد استعمارى للمعرفة.
(2)Umberto Eco, Mouse or Rat? Translation as Negotiation (London: Weidenfeld and Nicolson, 2003)
(3)يناقش لويس التوسير هذا في :
Louis Althusser discusses this in Lenin and Philosophy and Other Essays (New Delhi: Aakar Books, 2006), pp. 85–132
(4)Karl Marx, Capital: A Critique of Political Economy, Volume I (1867),trans. Ben Fowkes (London: Penguin Books, 1990), Chapters 32–33,pp. 927–940
(5)فى الواقع أن كتاب رأس المال بيدأ من الصفحة الاولى (المرجع السابق، ص940) بالسلعة والمال حتى الصفحة الأخيرة يعالج اشكالية الاختلاف والترجمة والمساواة . وهذا بمعنى واحد هو جوهر الفكرة الكاملة عن ماركس والعصر ما بعد استعمارى .
(6)يكتب ماركس فى تذييل الطبعة الثانية الالمانية لكتاب رأس المال ، نقد الاقتصاد السياسى الجزء الأول:”صحيح أن اسلوب العرض لا يمكنه من ناحية الشكل الا أن يتميز عن اسلوب البحث . فعلى البحث أن يحيط بالمادة فى تفاصيلها وان يحلل شتى اشكال تطورها وان يتتبع الصلة الداخلية لهذه الاشكال . وفقط بعد أن يتم انجاز هذا العمل يمكن تصوير الحركة الفعلية كما ينبغى. واذا افلحنا فى ذلك وحصلت حياة المادة على انعكاسها الامثل فقد يبدو أننا امام بنيان مجرد صرف” (نقلا عن الترجمة العربية لكتاب رأس المال ، ترجمة فهد كم نقش ، دار التقدم، موسكو ، 1985 ، ص27)
(7)يعلق بندكت اندرسون Bendict Anderson :”إن الشئ الرئيس هو غالبا المقارنة الجيدة التى تأتى من الغرابة والغياب”
“Frameworks of Comparison”, London Review of Books, Volume 38 (2), 21,January 2016 (pp. 15–18), p. 18.
(8) هذا التعريف جاء من ميشيل فوكو فى:
“Nietzsche, Genealogy,History” in the Foucault Reader, ed. Paul Rabinow (New York: Pantheon,1984), p. 74
 هوامش المترجم
(*)  سوف استخدم الارقام الرومانية للتعبير عن هوامش المترجم ، أما الارقام العربية فهى للتعبير عن هوامش المؤلف.
[i]  رانبير سامدر Ranabir Samaddarهو مدير مجموعة أبحاث كلكتا فى الهند،وهو حاصل على دكتوراة العلوم السياسية من جامعة كلكتا،  وينتمي إلى مدرسة التفكير النقدي. كان رائدا من رواد برامج دراسات السلام في جنوب آسيا. وقد عمل على نطاق واسع في قضايا العدالة والحقوق في سياق الصراعات في جنوب آسيا. له العديد من الابحاث حول الهجرة ودراسات اللاجئين ، ونظرية الحوار وممارساتها ، والقومية وما بعد الاستعمار في جنوب آسيا ، والأنظمة الجديدة لإعادة الهيكلة التكنولوجية ومراقبة العمل. قام بتأليف دراسة من ثلاثة مجلدات عن القومية الهندية ، (لمن تكون آسيا – الأمة والمنطقة في جنوب آسيا ، 1996 ، الأمة الهامشية – الهجرة عبر الحدود من بنجلادش إلى البنغال الغربية ، 1999 ، وسيرة للأمة الهندية ، 1947-1997 ، وينضم هذا الكتاب الأخير الذى نحن بصدده الى  التفكير النقدي لما بعد الاستعمار. والنص الذي نقوم بترجمته عن الانجليزية من الكتاب التالي :
Ranabir Samadder: Karl Marx and the Postcolonial Age , Macmillan, 2018, P.35-39
[ii]  ماوتسى تونج هو زعيم الحزب الشيوعى الصينى منذ عام 1935 حتى وفاته . كان سياسى وقائد عسكرى صينى التحق بجامعة بكين 1918 واعتنق الشيوعية . وفى عام 1921 اصبح واحد من الاثنى عشر الذين أسسوا الحزب الشيوعى فى شنغهاى. عمل على تطوير مفهوم جديد للشيوعية سمى بالماوية وكان مزيج من شيوعية لينين وماركس . إن ما يشير اليه المؤلف-فى نفس الفصل- من أنواع الصراعات الثلاث التى هى أساس المعرفة البشرية هى: الصراع الطبقى، الصراع من أجل الإنتاج، الصراع من أجل التجديد، وهى ما يسميها(الخبرات العلمية).
[iii]  Logistics هو مصطلح ظهر في نهاية القرن التاسع عشر وظهر بالتحديد في فرنسا عند بارون دى جومينى Baron de Jomini. وأصل الكلمة من اليونانية λογοζ وهى العقل /الخطاب/الكلمة. والمصطلح غير مرتبط بالكلمة بقدر ما تطور في اليونانية إلى λογιστικοζ وهى تعنى الحساب أو المحاسبة. وعرفت بعدها بأنها فن وعلم ادارة تدفق البضائع والطاقة والمعلومات والموارد الأخرى والنقل من مناطق الإنتاج الى مناطق الاستهلاك. وتتضمن اللوجستيات تجميع المعلومات ، النقل، الجرد، التخزين، والمعالجة المادية والتغليف..الخ. وقد تترجم الى العربية بمصطلح السوقيات . ولكن فضلت هنا الاحتفاظ بالمصطلح الانجليزى كما هو حتى لا يدخل المصطلح العربى مجال دلالى مختلف عن المصطلح الاجنبى.
[iv] فالتر بنيامين Walter Bendix Schönflies Benjamin(1892-1940) هو مفكر ماركسى يهودى المانى ولد فى برلين عن عائلة ثرية من الاشكيناز اليهود اثناء الامبراطورية الالمانية . درس فى جامعات فرايبورج وبرلين وبيرن . كتب اطروحته للدكتوراة حول فكرة نقد الفن فى الرومانسية الالمانية . ومن أعماله: نقد العنف(1921)، أصول التراجيديا الالمانية(1928)، في تصور التاريخ/نظرية فى فلسفة التاريخ(1940). وكان له مشروع ضخم هو مشروع الممرات، وهو كتاب ضخم لم يكتمل عن حياة المدينة الباريسية فى القرن التاسع عشر وخاصة عند ممرات كوفرتس فى باريس . وهذا المشروع كان يضم ملاحظات بنيامبن على مدى ثلاثة عشرة عاما من 1927-1940. وفى عام 2017 أعيد تفسير مشروع بنيامين فى معرض نظمه ينس هوفمان Jens Hoffmanالذى عقد فى المتحف اليهودى فى مدينة نيويورك والمعرض بعنوان “الممرات:الفن المعاصر وفالتر بنيامين” ويضم 36 من الاعمال الفنية المعاصرة التى تمثل 36 ورقة من مشروع بنيامين.
[v]  ذكر بنيامين هذا المصطلح فى كتابه حول فلسفة التاريخ الذى يشرح فيه التاريخ من الوجهة الماركسية . ويوضح من خلال شرحه أن فكرة التقدم التاريخى منفصلة عن الزمن المتجانس والفارغ وأن التحول فى التاريخ لا يحدث من خلال هذا التجانس الذى هو فى الأصل ماركسى. ولكن التحول أو الثورة تحدث فى اللحظات الفورية كما يسميها (jetztzeit) الزمن الفورى. والتجانسhomogenous  فى الزمن الفارغ هو نوع من القياس للزمن مثل الساعات والايام ، ولكن يكون فيه كل لحظات الزمن متساوية وفارغة . فاليوم والدقيقة والساعة يعاملوا متساويين مثلهم مثل الوحدات الاخرى. وبنيامين يطلق هذا المصطلح على الزمن الماركسى الخاص بإنتاج العمال للسلع. فالعمال والسلع معا يمكن استبدال أى منهما محل الآخر ، فهم يعاملوا بصورة متساوية وبالتالى وحدات الوقت تعامل بصورة متساوية. وبنيامين يوجه نقده الى هذا الشكل الرأسمالى للوقت. ويقترح اقامة مجموعة من الثورات لتغيير هذه الطبيعة من الوقت ويقترح أن لحظة(الخلاص) موجودة كنمط من الوقت. والزمن الفورى هى المقابل أو هو الزمن الخلاص الذى يمكن من خلاله التقدم عبر التاريخ وذلك يتم بثورة الحاضر على الماضى ، وذلك ما يغير التاريخ ويحرز به تقدما ايجابيا.Andew Robinson:Walter Benjamin:Messianism and Revolution-Theses on History, Ceasefire magazine, posted on Friday, November, 15, 2013 ,15:20
[vi]  إمبرتو إكو فيلسوف ايطالى،وروائى وباحث في القرون الوسطى، ويُعرف بروايته الشهيرة أسم الوردة، ومقالاته العديدة. وهو أحد أهم النقاد اللادينيين في العالم. عمل إكو محرراً ثقافياً للتلفزيون والإذاعة الفرنسية، وحَاضَرَ في جامعة تورينو. كما صادق مجموعة من الرسامين والموسيقيين والكتاب في الإذاعة والتلفزيون الفرنسيين الأمر الذي أثر على مهنته ككاتب فيما بعد. خصوصاً بعد نشر كتابه الأول مشكلة الجمال عند توما الأكويني الذى كان موضوع اطروحته للدكتوراة. ومن أهم مؤلفاته : أسم الوردة، مقبرة براج، السيميائية وفلسفة اللغة، آليات الكتابة السردية، التأويل بين السيميائية والتفكيكية، بندول فوكو، العدد صفر.
[vii]  لألتوسير مقال بعنوان “الايديولوجيا والاجهزة الايديولوجية للدولة” وهو كان فى الأصل بالفرنسية نشر فى مجلة الفكر يونيو 1970 وأعيد نشره في كتابه حول لينين والفلسفة ومقالات أخرى. وهو ما يشير إليه المؤلف فى الهامش . وقد قامت بترجمته الى العربية عايدة لطفى وقدمتها امينة رشيد فى مجلة أدب ونقد فى ثلاث أجزاء يوليو وأغسطس وسبتمبر 1986 .
[viii]  الملحوظة التى يقصدها المؤلف قد ذكرها فى المقدمة وهى مقولة ماوتسى تونج التى يقول فيها:”الهدف هو الثورة الصينية ، والسهم هو اللينينية-الماركسية. نحن الشيوعيين الصينيين لدينا تطلع لهذا السهم لأننا نريد التصويب على هدف الثورة الصينية والثورة في الشرق”. ص 2
[ix]  اعتمدت هنا على الترجمة العربية لكتاب رأس المال لماركس وهى ترجمة راشد البراوى ، مكتبة النهضة المصرية،ج2، 1947 ،ص234.
[x]  روبندرونات طاغور(1861-1941) شاعر ومسرحى وروائى بنغالى . ولد عام 1861 في القسم البنغالي من مدينة كالكتا وتلقى تعليمه في منزل الأسرة على يد أبيه ديبندرانات وأشقائه ومدرس يدعى دفيجندرانات الذي كان عالماً وكاتباً مسرحياً وشاعراً وكذلك درس رياضة الجودو. درس طاغور اللغة السنسكريتية لغته الأم وآدابها واللغة الإنجليزية؛ ونال جائزة نوبل في الآداب عام 1913 ، حيث كان أول أديب شرقى ينالها . وأنشأ مدرسة فلسفية معروفة باسم فيسفا بهاراتي أو الجامعة الهندية للتعليم العالي في عام1918 في إقليم شانتي نيكتان غرب البنغال. قدم طاغور للتراث الإنساني أكثر من ألف قصيدة شعرية، وحوالي 25 مسرحية بين طويلة وقصيرة وثماني مجلدات قصصية وثماني روايات، إضافة إلى عشرات الكتب والمقالات والمحاضرات في الفلسفة والدين والتربية والسياسة والقضايا الاجتماعية، وإلى جانب الأدب اتجهت عبقرية طاغور إلى الرسم، الذي احترفه في سن متأخر نسبيا، حيث أنتج آلاف اللوحات، كما كانت له صولات إبداعية في الموسيقى، وتحديدا أكثر من ألفي أغنية، اثنتان منها أضحتا النشيد الوطني للهند وبنجلادش.

 


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه:

تم كشف مانع الإعلانات

رجاء تعطيل مانع الإعلانات لكي تدعم موقعنا شكرا