التاريخسياسةسيرة ذاتية

احمد مريود المهيدات – الشهيد المناضل 1886 – 1926

الشهيد المناضل العربي البطل احمد مريود المهيدات
المدفون في دمشق بجانب الشيخ عبد الهادي بن عيسى العمري

هو من قبيلة المهيدات التي قبضت على زعامة البلقاء لمدة تزيد عن 500 عام, ثم هاجروا إلى قرية كفر أسد شمال الأردن… ومن ثم هاجر فرع منهم الى قرية جباتا الخشب في الجولان السوري ومنهم هذا الفارس المغوار

والده الشيخ موسى مريود المهيدات رجل الحق والخير والحرية كان على علم غزير بشؤون العرب. فقد تخرج من مكتب عنبر منارة العلم ومستقر الفكر بدمشق واستزاد من أمهات الكتب الهامة التي كانت مكتبته تحويها

قام أحمد مريود برفع العلم العربي على بلدية دمشق في 1918 عند اعلان استقلال سورية عن الدولة العثمانية وفي هذه الأثناء كانت فرنسا وبريطانيا قد بدأت بنشب أنيابها وتقاسمت سورية الطبيعية والعراق عبر اتفاقية سايكس بيكو.
جهزت القوات الفرنسية قواتها للدخول إلى دمشق وذلك في 1919 لكن قوات الشهيد أحمد مريود صدتها في معركة مرجعيون وكبدتها الخسائر الكبيرة ولم تفلح القوات الفرنسية من الدخول إلى دمشق.

عاودت القوات الفرنسية 1920 محاولتها لاحتلال دمشق (عقب الإنذار الشهير لغورو) وذلك عبر ميسلون والذي تصدت لها القوات العربية السورية ببسالة بقيادة البطل يوسف العظمة وزير الحربية السوري، في معركة غير متكافئة من حيث العدد والعدة. لكن ضرب المجاهدون مثالا يحتذى بالفداء والاقدام فلم يرتضي البطل الشهيد يوسف العظمة إلا أن يكون مدافعا وشهيدا يفتدي أرض وطنه سورية ومدافعآ عن العروبة.

بعد الاحتلال الفرنسي لسورية انتقل أحمد مريود إلى شرق الأردن وقاتلت قواته الفرنسيين، هذا الامر الذي ازعجهم كثيراً فحكموا عليه بالاعدام، وطالبوا الإنكليز الذين كانوا متواجدين في الأردن بتسليمه إليهم، فأرسلت القوات الإنكليزية قوة كبيرة جاءت من فلسطين للقبض عليه، ولكن الهياج الشعبي في عمان عن سماع نبأ محاولة اعتقال أحمد مريود إضافة إلى وجود قوات المجاهدين كبيرة التي بإمرته (حوالي ال350 خيال) وألفي من المشاة حالت دون ذلك.

بعد ذلك انتقل الشهيد أحمد مريود إلى معان ومن ثم إلى الحجاز فالعراق، وقد ادرك أحمد مريود أهمية الحرب السياسية الاعلامية إضافة للحرب العسكرية وعبر عدد من كبار الرجالات السوريين في القاهرة (مثل خير الدين الزركلي وأسعد داغر…) واسسوا مكتب الاستعلامات السوري الذي كان بمثابه الناطق الاعلامي للثورة ينقل أخبارها أولا باول ويزود الصحف والوكالات باخر المستجدات.

كما كان على تنسيق تام ودائم مع القيادات الوطنية في الداخل كسلطان باشا الاطرش والشيخ صالح العلي وإبراهيم هنانو والشيخ محمد الاشمر، ويحضّر وإياهم لقيام الثورة السورية الكبرى 1925.

عند قيام الثورة السورية الكبرى 1925 شاركت قواته فيها موزعة على دمشق والغوطة والجولان وشاركوا في كل المعارك، وبدأ يخطط للعودة لما لعودته من أثر كبير. دفع ورفع معنويات المجاهدين وبالفعل عاد إلى جباتا الخشب مرورا بجبل العرب حيث التقى هناك بسلطان الاطرش والقيادات المتواجدة في السويداء ثم انتقل إلى الغوطة ودمشق واصطحب معه خيرة القيادات من امثال الأمير عز الدين الجزائري وثوار بيت العسلي.

وصلت أنباء عودته إلى جباتا الخشب إلى الفرنسيين الامر الذي أزعجهم كثيرا واتخذوا خطتهم على الفور بالقضاء عليه وعلى قواته لأن في ذلك انهاء للثورة، وبالفعل وبينما كانت قيادات الثورة في جباتا الخشب مع أحمد مريود تحضر لاشعال الثورة من جديد لم تمهلهم القوات الفرنسية الوقت فارسلت طائراتها وجنودها في قوات كبيرة إلى جباتا الخشب صبيحة 31/5/1926 وقامت بوحشية كبيرة طائراتها بقصف جباتا الخشب وتحركت دباباتها مشاركة بالقصف واستمرت المعركة لساعات طوال من ذاك اليوم، مما أدى إلى استشهاد الشهيد أحمد مريود وجل كثير من القيادات الوطنية في سورية امثال مجاهدي بيت العسلي إضافة إلى واحد وأربعين شهيدا وشهيدة من آل مريود المهيدات

لم يكتف المستعمر الفرنسي باستشهاد أحمد مريود بل أخذوا جثمانه إلى ساحة المرجة وسط دمشق لعرضه امام الناس ليرهبهم ،ولكن دمشق قامت رجالا ونساءً بنثر الزهور والورود وأبت دمشق إلا أن يكون أحمد مريود المهيدات ضيفها الدائم ودفنته في مقبرة الدقاقة في قبر عاتكة قرب قبر الشيخ عبد الهادي بن عيسى العمري (جد عمرية دمشق)  المدفون سنة 923هـ

مواضيع ذات صلة

المربي العربي السوري من أصل جزائرى الأستاذ والمناضل الكبير جودت الهاشمي

عبد الرحمن الشهبندر: رجل النهضة والوطنية والتحرر الفكري

حوار مع الكاتب الدكتور السيد نجم حول أدب المقاومة في الفكر والإبداع

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه:

تم كشف مانع الإعلانات

رجاء تعطيل مانع الإعلانات لكي تدعم موقعنا شكرا