أنا هكذا رأيت مصر – أسامة جركين
أسامة جركين
نعم
أنا هكذا رأيت مصر
مصر وما أدراك ما مصر ، بدون مبالغه والله : مصر دواء لكل الأوجاع ، علاج نفسي رباني ، مضاد حيوي للكآبة ، مصر لازم تزورها بالسنه ثلاث مرات عشان حياتك ونفسيتك تستقر وتنعدل، مصر مو بس أم الدنيا ، مصر هي الدنيا لفظاً والعليا فعلاً . مصر لمة أحباب ، جمعة أصحاب . مصر بلدك شو ما كانت جنسيتك . اللي ما شاف مصر ماشاف شي من الدنيا . اللي ما بيحب مصر ما بيعرف يحب واللي ما عاشر المصريين حيموت ناقص تجارب كثير .
نعم فيها مشاكل حياتية كثيره من ازدحام وفوضى وتلوث بيئي بسبب الزحمة ولكن هواءها الملوث بيئيا اجمل من كل شي شفته بأوروبا وغيرها من بلاد الدنيا ، عشوائية مصر مثل لوحات بيكاسو اللي ممكن حدا يشوفها عبارة عن خرابيش وشخابيط وأشكال غير مفهومه بس بالواقع هي قمة الجمال والابداع. لوحة يرسمها مية مليون فنان هم شعبها الطيب البسيط الكريم الشهم . طيبة الشعب المصري ما مر علي مثلها بحياتي ، شعب يضحك رغم حزنه وفقره وعوزه وتعبه ، شعب يشيل اللقمه من فمه ليكرم فيها ضيفه ، شعب ظروفه تشل اي شخص لكن شايل كل شعوب الكون ، شعب ربنا حط فيه طيبة الامهات وجدعنة الفتوات وشيمة وشهامة ابطال الموروث الشعبي . شعب صرت أشك أنهم عاملين سحر وزارعينه في ترابها وماءها وهواءها فتشتاق لها بمجرد خروجك منها .مصر مثل بيت أبوك تلاقي بابه مخلوع بس تعشقه ، سقفه يخر بس تموت فيه ، أرضيته تعبانه بس تتمنى تتعطر بترابه . مصر بلد تتمنى خيره يزيد ويكثر لان لازم خيره يفيض على غيره ، مصر ملاذ الهارب وملجأ الخائف ومرسى كل مهاجر. مصر أم الحضارة والمستقبل إن شاء الله. مصر أم الطيابة والأصل. مصر أم العلم والعلماء مصر أم الفقه والفقهاء. أرض إذا ما جئتها متقلباً في محنتةٍ ردتك شهماً سيداً. مصر أم المياه العذباء مصر أم القلوب البيضاء. إن مصر هي الداء والدواء. مصر احتضنت يوسف الصديق بعد ما غدروه أخوته وآوت المسيح وعائلته بعد هربهم وصاهرت الرسول وكانوا نعم النسب . مصر لم تبني خيمة للاجئ ولم تسميه حتى بإسم لاجئ فكررت ماقاله الله في كتابه : ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين. في مصر لا تأخذ فقط حقك بل تأخذ حقهم وهم مبسوطين ممنونين . بلد فيها كل ما سبق هل يضيعها الله؟؟
حاشاه تعالى أن يظلمهم وألا يغير حالهم لأفضل حال ، مصر لكِ السلام وعليكِ السلام ودمتِ امنة مطمئنة سيأتيكِ رغدك ورزقك مهما جار عليكِ الزمان.
منحبك با مصر.