ليست الأغانى أصواتاً تصدر من الحناجر وتنبس بها الشفاه ، ولا رنيناً ينبعث من الأوتار والمزامير والدفوف ، لكنها نشوات القلوب واهتزازات الأرواح هى ذوب المشاعر المرهفة والأحاسيس الحارة المتدفقة . أذكر نفسى في أساى وشرودى وقد أخذت أغنى بصوت خافت ، بلا وعى ولا إرادة أغنية كنت لا أفتأ أرددها في ذلك الحين ، ودهش من حولى وأمرونى بالكف عن الغناء لأن مقام الحزن لا يلائمة الغناء ، ومع ذلك لا أكف عن الغناء فقد كنت لا أرى هناك تناقضاً بين حزنى وغنائى بل كنت أشعر أن غنائى قطعة من حزنى وأن بينهما توافقاً كاملاً وانسجاماً تاماً .
