سمعتُ المذيع يقدم المتحدث بلقب (الأستاذ الدكتور)، فتوقعتُ حديثاً يليق بهذا اللقب الفاخر.
خاب توقعي. كان الحديث عن (أبواب الجنة) !
أبواب الجنة؟!
هل سبق أن دخلها أحد وأحصى عدد أبوابها، وجاء ليحدثنا عن أن عددها ثمانية أبواب؟
أليس من الأجمل، و(الأوقع) أن نترك للمؤمنين تخيل نعيم الجنة، ونجبرهم على تصورها كأنها حديقة أرضية مسوَّرَة .. لأن وجود الأبواب يستلزم وجود سور، فنضيِّق على المتطلعين لها، فلا يرونها إلا رقعة محددة لها سور وأبواب ..
واستمر فضيلة الأستاذ الدكتور بحماس بالغ مؤكداً على أن للأبواب أسماء، يختلف بشأنها (العلماء)، فلم يُجمعوا إلا على أربعة أسماء فقط لأربعة أبواب، ولا يزال الخلاف محتدماً بينهم بخصوص تسمية الأبواب الأربعة الأخرى. يعني، مضى من الزمن أكثر من 14 قرناً، والأبواب الأربعة بلا أسماء!
إن المؤمنين يؤمنون بالغيب، والجنة والنار من الغيب، فكيف أصور أمراً غيبياً، لم يره أحد، وإنما نحن نصدق به لأننا أُمرنا بذلك .. كيف أصوره تصويراً واقعياً، فأجعله محاطاً بسور به 8 فتحات، إستقر الرأي على أسماء أربعة منها، ولم يُجمع العلماء على أسماء أربعة؟!